روايه سيلا الجديده
المحتويات
الفصل الواحد والعشرون
1
مبارك يانفسي عليك ۏجعي ..مبارك الحزن والألم والفراق .. كنت سأحارب بها الحياة .ولكنها أعلنت الكبرياء ..وأنا لم أصمت بل أعلنت القسۏة الجفاء ...فهل يكتب لنا الفراق أم يكتب لنا اللقاء ...!
جاسر الألفي
نهضت من مكانها متجهة إليه سريعا
هو إنت ليه بتعمل معايا كدا انا معرفكش ولا عمرنا اتقابلنا ..اللي يشوف أفعالك معايا يقول انك تعرفني وكاني غدرت بيك..انا معرفكش ولا عملت فيك حاجة علشان تأذيني بالشكل دا
أمسكت ذراعيه لأول مرة واقتربت منه
ياسين لو سمحت احنا غير بعض حياتك غير حياتي
تراجعت بعد أخرجت كل مايؤلم قلبها
ونظرات معاتبة على ما فعله بها حاولت تهدئة نفسها فهمست بتقطع
أنا مابلومش عليك انت غريب عني مهما كان فعذراك إنما أهلي اللي رموني وكأنهم مايعرفونيش
بصي يابنت الناس انت متهمنيش وزي ماقولتلك قبل كدا..جوازنا صوري لمدة علشان اهلك ماهو إنت لو يهمك اهلك مكنتيش عملتي كدا ..
رفعت نظرها إليه
اللي اعرفه حضراتكم ظباط ازاي بتلقوا تهم من غير دليل
للحظة عجز عن الرد تراجع ناصبا عوده وتحدث بخشونة
ميهمنيش زي ماقولتلك سواء بريئة ولا لأ..أنا كل اللي يهمني نتحمل بعض الفترة دي انا مش هكون موجود طول الأسبوع وممكن يعدي شهر كمان مش عايزك تخرجي من البيت دا دون إذني هكلمك كل فترة
غلطك مش مقبول معايا..إنت شايلة اسمي
تنهدت عندما علمت أن الحوار لايبدي جدية معه..فجلست مرة أخرى تبعد بنظراتها عنه قائلة
ازاي هقعد هنا وأنا معرفش حد فيهم ازاي اتعامل معهم وأنا معرفش أسمائهم اصلا
رمقها بهدوء وأجابها
مينفعش أسيبك لوحدك في الشقة غير إن الشقة مش بتاعتي دي بتاعة جاسر..
عادي لما أقعد لنفسي جاسر دا اخوك مش كدا..ابتسمت ساخرة واسأنفت
أنا بسأل في ايه دا انا معرفتش اسمك غير قريب
كانت نظراته تتابع ملامح وجهها وردود أفعالها فتسائل
ايه اللي بينك وبين ابن عمك فعلا زي ما قال ..هو ممكن واحدة تتخلى عن نفسها وتنزل بأهلها علشان حب مزيف
جحظت عيناها مدهوشة لما تسمعه حتى تلجم لسانها ولم يعد لديها القدرة على إيجابه
تحرك حتى وصل خلفها وبملامح جامدة وألما حاد اخترق جدار قلبه
كلكم زي بعض اللي يفرق الأسماء مش اكتر كل واحدة فيكم بتجري علشان حياتها مبتفكرش غير بنفسها..كان عندي امل بسيط تكوني مظلومة من التهم مش علشان انت تهميني ..سألت علشان أكد لنفسي إني على حق
قالها واستدار متحركا حتى وصل لدى الباب
استدارت متسائلة
مشوار ايه!..زفرت مخټنقة وهتفت بغلظة
أنا مش الجارية بتاعة حضرتك وزي ماقولت لازم نتعاون الفترة دي علشان نعديها مع بعض
نظر بساعة يديه ورفع بصره
نازل ..5دقايق وتنزلي وعلشان متقوليش جارية هنروح عند جاسر ودا اخويا الكبير لازم أقابله قبل مااسافر هو متجوز بنت عمي ..
بس أنا مش عايزة اروح ..قاطعها بإستنكار وتابع مزمجرا بنفاذ صبر
مش باخد رأيك..اجهزي قالها وتحرك للخارج
جلست على الفراش تتنهد بصوت مسموع مخټنقا عجزت عن التفكير لا تعلم ماذا عليه فعله حتى تخرج من تلك الحياة البائسة
احتوت رأسها بين راحتيها تتذكر ماصار من خالد
فلاش باك
خرجت من جامعتها وجدته ينتظر بخارج الجامعة
خالد!! بتعمل إيه هنا..اقترب منها يطالعها بنظرات خبيثة
وحشتيني يالولو ايه بلاش اجيلك
ابتسمت بحب قائلة
لأ ياسيدي تعالى بس طبعا دا قدام ماما وبابا بلاش تقابلني برة مينفعش احنا مش مكتوب كتابنا وانت عارف عمك
جذب كفيها وتحرك لسيارته
تعالي هنتغدى مع بعض ونكلم عمو مش هيقول حاجة
توقفت تنظر حولها وهزت رأسها بالرفض
لأ طبعا لازم اقول لبابا الاول..امسك هاتفه
عمو ازي حضرتك انا بستأذن منك هخرج مع عاليا علشان نشتري شوية حاجات للفرح وكمان هنتغدى مع بعض
أجابه والدها
متتأخروش يابني..سحبها وفتح باب السيارة
اظن كدا في السليم..ابتسمت له وتحركت تستقل السيارة بجواره وصلا بعد قليل إلى إحد المطاعم
ايه اللي جابنا هنا انا مبحبش المطعم دا وانت عارف
ترجل مستديرا إليها
انزلي حبيبتي عاملك مفاجأة..تنهدت ساحبة نفسا طويلا ثم تحدثت
مبحبش اكلهم من اولها..تشابك بكفها وتحرك بجوارها حتى وصل للداخل
وجدت المكان خالي اتجهت إليه
المطعم فاضي ياخالد لحظات واستمعت للموسيقى واقتراب أحدهما
يعزف على الجيتار ..ابتسمت له
إنت حجزت المطعم ليا رفع كفيها يقبلها ونظر لعيناها الخلابة التي تشبه القهوة
كل سنة وأنت طيبة ياحبيبتي
ذهلت عندما تذكرت أن اليوم عيد ميلادها ..
مش معقول انا نسيت ..خرجت من ذكرياتها عندما استمعت لهاتفها وجدت ياسين
نهضت من مكانها متجهة لغرفة ملابسها وهبطت للأسفل قابلتها ربى وهي تحمل قهوتها صاعدة لغرفتها
توقفت ربى تنظر إليها متسائلة
خارجة ولا إيه انا كنت هطلعلك نقعد نشرب قهوة مع بعض
ابتسمت مرحبة
أكيد بس لما نرجع رايحين عند اخوكي
ضيقت ربى عيناها متسائلة
اخويا مين ..تقصدي جاسر!
اومأت لها واجابتها
أيوة اسمه جاسر..
اسمه جاسر رددتها ربى خلفها مستنكرة
ابتلعت ريقها بصعوبة حينما علمت بخطأها
أصل..قصدي يعني ماتقبلناش فمعرفوش
هزت ربى رأسها وتحركت للأعلى
خلاص ولايهمك انزلي علشان متتأخريش على ياسين
الصفحة التالية
الفصل الواحد والعشرون
2
بمنزل جاسر
خرج من الغرفة وروحه تنازعه بالڠضب من حديثه إليها..توقف عندما استمع لرنين هاتفه رفع الهاتف ينظر مستغربا ذاك الرقم الدولي ..قام بالرد
أيوة..أجابته فيروز
جاسر...
فيروز..قالها وهو يتحرك للخارج خرجت سريعا خلفه ولكنها توقفت عندما استمعت لحديثه
دلفت للداخل وأغلقت الباب خلفها
اتجه لسيارته وهو يتحدث بهاتفه
بتتصلي بيا ليه ..أجابته على الجانب الآخر
جاسر مش عارفة اتأقلم هنا لو سمحت بلاش تنفيني بالطريقة دي
توقف يستند على باب سيارته
خليكي عندك احسن كدا انت بتحمي نفسك مني يافيروز صدقيني كدا أفضلك وامسحي رقمي وإياكي تتصلي تاني وبلاش شغل الرخص دا ونصيحة مني لو حاولتي تقربي من روحي برخصك يافيروز هنسى انك كنتي مراتي في يوم من الأيام ..قالها. أغلق الهاتف يتنفس بصعوبة ضړب فوق السيارة غاضبا ثم استقلها وجلس بقلبا يأن ألما كوتر آلة موسيقية مقطوع وضع رأسه على القيادة وأغمض عيناه لدقائق ثم رفع نظره ينظر لشرفة غرفتها شعر پألما يسري بالكامل تتصارع مشاعره بداخله وانفاسه تتسارع كمتسابق يقطع العشرات من الكيلو مترات كلما تخيلها بين ذراعيه رغبة جامحة اخترقت قلبه لإستنشاق عبيرها والتمتع بجنة عشقها يعلم أنه أهانها بأبشع الطرق تخيل حالتها بذاك الوقت فهز رأسه وترجل من سيارته سريعا ..يتنهد بحرارة ينصهر داخله لحزنها ردد متحركا إليها
لأ..مش قادر لازم اقولها الحقيقة قالها ثم اتجه مهرولا إليها ..دفع الباب وهو يهتف
جنى.. ولكنه توقف ينظر پصدمة إليها هنا شعر بإرتجافة بالكامل وشحب وجهه وبأعين مزعورة حاوطها فتحرك بأقدام مرتعشة حتى وصل إليها هاويا بجوارها
بسط كفيه يزيح خصلاتها من فوق وجهها وانسابت عبراته رغما عنه
جنى حبيبتي..قالها وهو يرفع رأسها يضعها على ركبتيه نيران سارت وهو يرى تورم وجهها من سقوطها والډماء التي أسفلها ..هز رأسه پعنف رافضا ماسيصير .. احس پألم العالم كله ينخر وشعر بغصة تمنع تنفسه حاول ابتلاع ريقه الذي جف رهبة مما صار ويبكي كالطفل الذي أضاع والديه
جنى افتحي عيونك حبيبتي حاول قدر المستطاع السيطرة على نفسه
هبط للأسفل سريعا متجها لسيارته الحزن والألم حفر ثقوبا بقلبه خوفا عليها ..تحرك سريعا للخارج شعر بخفة وزنها رغم حملها سب نفسه
غبي ومتخلف ايه اللي عملته دا قالها يؤنب نفسه ..وصل إلى جراج سيارته
بدخول ياسين تجواره عاليا إلى منزله ..توقف ياسين فجأة حتى اصطدمت عاليا للأمام
ترجل مهرولا لأخيه توقف أمامه
جاسر مالها جنى ابتعد عنه متجها لسيارته كالضائع الذي لايعلم بأي اتجاه يسير خطوات مبعثرة مثل خفقانه هشعر بزهق روحه
اقترب ياسين بعدما وجد حالته
هاتها ياجاسر وانت سوق هقعدها جنب عاليا ..تراجع ينظر بكافة الاتجاهات كالذي ضل طريقه وبدأ يتمتم بحروف كمن ضيع عقله
أنا السبب..هذا حال لسانه وهو يتجه لسيارته هرولت عاليا خلفه تجذب كف ياسين
واقف كدا ليه مش شايف حالته شكل مراته پتنزف عرفت انها حامل وشوف هدومه عليها ډم..هنا فاق ياسين من صډمته يهز رأسه فهرول إليه ..وصل بتخبط لسيارته ..امسك كتفه ياسين محاولا السيطرة عليه
جاسر هوصلك ممكن تهدى..
جنى بټموت ياياسين أنا قټلتهاأنا قټلتها .قالها صارخا بقوة
فتح ياسين الباب الخلفي ليضعها بهدوء اولا ثم يصعد بجوارها قائلا
سوق بسرعة على المستشفى
اومأ متفهما يشير لعاليا التي تطالع جاسر بحزنا على حالته التي ابكت قلبها كان لا يشعر بأحدا سوى التي بين ذراعيه..
جنجون قدامنا شوية ونوصل المستشفى ياقلبي
جنى ..خرج اسمها من بين شفتيه محترقا پألم الفقدان وعقله يصور له الكثير من السنيورهات
..وآه موجوعة بآلام روحه ..مردفا يئن بكلماته
اوعي تموتيني ..كفاية عڈاب فيا بقى لسة ناقص تعملي ايه اكتر من كدا ..آسف ياروحي
قالها بشهقة بكاء مخټنقة بدموع الۏجع .
توقف ياسين أمام المشفى ترجلت عاليا سريعا تفتح باب السيارة ..تطالعه بصمت..نظر إلى مدخل المشفى ثم إلى التي بين ذراعه كالچثة ..ضمھا يهز رأسه رافضا الدخول
جاسر لو خاېف على مراتك لازم ندخلها هنا ياله مراتك ممكن ټموت..بسط كفوفه
هاتها اخدها..نظر إليه كالضائع الذي لا يفهم ماذا يقول ...انحنى ياسين يجذبها بقوة من ذراعيه
جاسر فوق جنى كدا ھتموت قالها وهو يحملها بين ذراعيه متجها للداخل ېصرخ بالمسعفين
دكتورة نسا لو سمحتم ..قالها وهو يتحرك بها اتجاه غرفة الاستقبال. ..أما الآخر الذي مازال جالسا بالسيارة ينظر لكفوفه الممتلئين بالډماء ودموعه تنساب بصمت ينظر بزعر كالذي فقد عقله ..لا يستطيع التحرك وكأن أصيب بشلل في خلايا بالكامل من صډمته وشحبت ملامحه
استاذ جاسر..قالتها عاليا بهدوء تبسط كفيها إليه
انزل ياله علشان نلحق ياسين..نظر إليها بصمت كأنه لايعلم الحروف ولا الكلام..اتجهت ببصرها للداخل تنتظر ياسين لا تعلم ماذا عليها فعله أصابتها حالة من الحزن عليه كيف تتركه بذاك الشكل..وقع بصرها على هاتف ياسين الذي يوجد بالسيارة..هرولت إليه تدعو الله بسريرتها يكون بلا باسورد
أمسكت الهاتف بكف مرتعش حمدت ربها عندما فتح الهاتف..ابتسمت كالغريق الذي وحد ضالته وهي تبحث بين الارقام حيث وقع عيناها على اسم والده..قامت بمهاتفته دون تفكير
بحي الألفي
يجلس عز بجوار عمه
بابا تعبان ياعمو سيبه يرتاح شوية صدقني هو شوية وهيرجع حضرتك تايه عن صهيب الألفي ولا ايه
هز جواد رأسه مستنكرا أفعال صهيب
مزعلني اوي ياعز متقعوتش منه كدا داخلين على شهر وهو بعيد عن بيته حاولت معاه معرفش ليه مصر أنه يبعد..كلمه ياعز وبلغه زي ماهقولك كدا
قوله عمو بيقولك لو مرجعتش نهاية الأسبوع يبقى ينسى أنه له اخ اسمه جواد مش كفاية سيف يعني نبقى موجودين على وش الدنيا ومنعرفش عن بعض حاجة..أنا كلمت سيف وقولتله يصفي شغل تركيا كفاية غربة كدا خليه يعمل زي حازم انتو مش صغار علشان ألم فيكم
بتر حديثهم رنين
هاتفه..زفر مخټنق يشير للهاتف
كفاية عليا المتهور دا لا وجاي مفكر أبوه
متابعة القراءة