روايه للكاتبه ياسمين عزيز
المحتويات
هشام بارتياح بعد أن إطمئن ان إبن عمه بخير و لم يصبه اي مكروه ليهتف بمرح قطعتيلي الخلف يامجنونة..... بقى عشان كده بټعيطي انا إفتكرت إن فريد جراله حاجة.....إنجي و هي تنظر نحوه بعبوس بقلك شخط
فيا و طردني من.....قاطعها هشام ضاحكا طب فين الجديد ماهو دايما
كده...عصبي و مچنون....توقف عن الضحك ليستدرك قائلا مش يمكن إنت عملتي حاجة عصبته....إكتست ملامحه الجدية بعد أن تذكر ما فعلته
عملتي إيه عشان تخلي اخوكي يزعقلك .إنجي بخفوت انا معملتش حاجة بس كنت بدافع على أروى...عشان صعبت عليا اوي و مقدرتش
استحمل اشوفها كده... فصړخت في وشه و بعدين
هو زعقلي... و طردني من الجناح تنهد هشام بصوت مسموع بعد أن فهم مقصدها
عصبيته المفرطة و المسكينة
زوجته يبدو أنه افرغ غضبه فيها ليلة البارحة...إلتفت
وراءه خشية ان يجد أحدا ما في المكان قبل أن يهتف تعالي خلينا ندخل جوا و فهميني إيه اللي
حصل مينفعش نتكلم هنا....اومأت له ثم سارت بجانبه ليدخلا جناحه كل واحد
من أحفاد صالح عزالدين عنده جناح خاص بيه في القصر...أجلسها بجانبه على الاريكة قائلا دلوقتي إحكيلي
و كيف دافعت عنها و أرادت مساعدتها.. هي تثق
بهشام كثير فهو ليس فقط إبن عمها بل أيضا صديق
طفولتها و بئر أسرارها...هو مختلف عن عائلته بل
كان دائما يرفض تصرفاتهم و مؤامراتهم و خاصة والدته و أخيه آدم و كان دائما يقف ضدهم مع أبناء عمه....
إليه فهو لم تكن حزينة فقط من أجل أروى بل
أيضا لشعورها بفقدان إهتمامه و حنانه الذي كان دائما يغدقها به...
هشام بنبرة مشفقةمسكينة أروى...حظها الۏحش
وقعها في إيدين فريد.... انا خاېف اتكلم معاه يتضايق اكثر و يرجع ثاني....إنجي لا بلاش تقله حاجة إنت وعدتني إنك مش
أطمن عليها....و حبقى اتكلم معاها ثاني و أقنعها
إني اقول لجدو و ماما....
لوت شفتيها مضيفة بحنق كله من
أمك و أختك العقربة...حسابي معاها بعدين .نظر لها هشام بعدم رضا مجيبا على فكرة
متكونش هي إنجي بحدة و هو في غيرها...و إلا نسيت
عمايلها هشام طب إهدي و خلينا نفكر في حل.... الانفعال
مش حيجيب نتيجة .وقفت إنجي تريد المغادرة قائلة انا مقدرش
اعارض أروى هي وثقت فيا و حكتلي عشان ملهاش غيري تحكيله... القرار دلوقتي بإيدها
و انا حستناها لغاية ما تقرر حتعمل إيه و حقف
جنبها....هشام بنبرة متعبة ماشي...
يتبع
الفصل العاشر
خرج فريد من الحمام... عاري الصدر لتظهر عضلاته الضخمة ووشومه التي كانت تغطي ذراعيه لتعطيه مظهرا مخيفا... يلف منشفة سوداء على خصره و أخرى صغيرة بنفس اللون ينشف بها شعره...توقف عن السير
عندما لمح أروى تجلس في نفس مكانها الذي تركها
فيه منذ قليل قبل أن يدخل الحمام... رماها بنظرات
مشمئزة قبل أن يرمي المنشفة من على رأسهقائلا ببرود مكلتيش ليهفزعت أروى بسبب صوته الغليظ الذي فاجأها
فهي كانت شاردة في عالم آخر تفكر في حياتهاألقت نظرة سريعة عليه لكنها سرعان ما أخفضت رأسها بخجل و إرتباك و هي تجيبهبصوت خاڤت مش جعانة انا بس كنت.... عاوزةانام ...رفع الاخر حاجبه باستهزاء فهو طبعا قد لاحظ
إرتباكها عندما رأت مظهره الشبه عاري... سار
ببطئ نحو غرفة الملابس قائلا كلي و خذي الدواء و بعدين نامي.....
أروى لا انا مش عاوزة.....قطع فريد المسافة الفاصلة بينهما في خطوتين
لينحني و يجذب ذراعها بقوة ليجعلها تقف أمامه مزمجرا بحدة انا مۏتي و سمي الست العنيدة
اللي لها....رمقته هي بنظرة حانقة رغم خۏفها منه قبل أن تجيبه
بشجاعة زائفة طولي متر و تسعة و خمسين يعني لو زدت كيلوو إلا إثنين كمان حبقى شبه البطة .فريد و هو يحدق في جسدها متأكدة إن طولك
متر و تسعة و خمسين.. اصلي شايف التسعة و خمسين بس مش شايف المتر أروى بغيظ على فكرة انا طولي مثالي...بس
في ناس عمالقة طولها مترين عشان
كده بتشوف الناس الطبيعية قصيرة...
فريد طولي متر و سبعة و ثمانين...يا... أوزعة .أروى بشهقة متقوليش يا أوزعة انا حتى أطول من إنجي أختك وقف من مكانه بهدوء قائلا كملي اكل و خذي
الدواء العلبة الصفراء اللي مكتوب عليها..... تاخذي حباية واحدة.
أروى بسخرية حد قلك عاوزة اڼتحر...
فريد و هو يتوقف عن السير ملتفتا لها بتعجب إنت مش ناوية تلمي لسانك...و إلا جلدك بياكلك
على الضړب....وضعت أروى قطعة كبيرة من الدجاج في فمها
و هي تتحدث لا و الله انا كنت بس بو......فريد بمقاطعةمتتكلميش و إنت بتاكلي...انا حنام ساعتين مش عاوزة دوشة...تمتم مكملا جملته بهمس مسموع......
مقرفة توجه نحو السرير ليتمدد فوقه واضعا ذراعه
فوق عينيه...بينما بقيت أروى تتناول طعامها
دون إهتمام...تناولت دواءها بعد ذلك ثم جمعت
الصحون بهدوء دون أن تصدر أي صوت ثم وضعتهم
على الصينية لتأخذهم إلى المطبخ... ألقت
نظرة سريعة على فريد الذي كان ينام بعمق
قبل أن تكمل طريقها و هي تشتمه كعادتها.....بعد عدة ساعات من العمل المتواصل في التنظيف إرتمت يارا على كرسي المطبخ ثم أسندت رأسها على الطاولة هاتفة بتعب رجليا خلاص معتدش حاسه
بيهم...بقالي اربع ساعات في الدور اللي فوق و الزفتة اللي جايبها اللي ميتسمى عمالة تودي فيا و تجيب .. نظفي داه... شيلي داه...أجابتها زينب بشفقة فهي رأت كيف كان صالح يعذبها منذ مجيئها إلى هنا لكنها لم تستطع مساعدتها بسبب خۏفها منه ربنا يعينك يا بنتي...إستحملي و اكيد
ربنا حيفرجها من عنده... انا حعملك كباية شاي
بالنعناع حتخليكي تصحصحي و تنسى كل التعب....توجهت زينب نحو ألة تسخين المياه لتملأ فنجان
شاي ثم وضعت بداخله ورقات نعناع خضراء و
بعض قطع السكر... حركت المزيج قليلا قبل أن
تعود نحو يارا لتضع الكوب بجانب رأسها هاتفةبقلة حيلةيلا إشربيه قبل ما يبرد....رفعت يارا رأسها مبتسمة لها تسلم إيدك...
انا من يوم ما جيت هنا و انا أدمنت الشاي بتاعك
دي حتى دادا صالحة مش بتعمله زيك....
زينب باستغراب مين دادا صالحة.
إرتشفت يارا من الكوب قليلا ثم همهمت بتلذذ و هي تقول ممم طعم النعناع بس سخن
شوية...
دادا صالحة دي بتشتغل عندنا في الفيلا....قلبت زينب عينيها بعدم تصديق فهي لم تكن تعلم
أن يارا فتاة ثرية و لديهم فيلا رغم أنها شكت من قبل بسبب تصرفاتها و مظهرها الذين يوحيان بأنها بنت أكابر كما يقال....يديها الناعمتين و بشرتها التي
تشبه البلور و شعرها الحريري إضافة إلى قوامها
الممشوق الذي يشبه الممثلات التي تراهم على التلفاز....منذ أن أحضرها صالح قبل اسبوع لم تتحدث معها
و لو لمرة واحدة حديثا مطولا بسبب تنبيهات
رب عملها لكنها دائما ما ينتابها الفضول عن هوية
هذه الفتاة بالرغم من انها لا تجيد القيام بأعمال التنظيف و الطبخ و كل ما يخص شغل الخادمات
لكنه أصر على وجودها معها.....افاقت من شرودها على صوت فاطمة التي دلفت بخطوات غاضبة لتجد يارا جالسة و ترتشف كوبا من الشاي...
حركت عيناها بخبث نحو آلة تسخين
المياه ثم تحركت نحوها لإعداد كوب لها....نظرت ليارا بكره بعد أن لاحظت إهتمام صالح
بها بالإضافة إلى جمالها الخلاب الذي جعلها تحقد عليها حتى تلك الملابس الخاصة بالخدم التي كانت ترديها لم تنقص من فتنتها و جمالها
قائلة بغل عندك نص ساعة إستراحة
و بعدين حتروحي تنظفي البيسين..و بعدها الملحق اللي ورا الفيلا.....رمقتها يارا بنظرات ساخرة و هي تجيبها ببرود
على فكرة الساعة دلوقتي إثنين و ربع تقدري تقوليلي حخلص دول إمتى....بكرة الصبح مثلا .تقدمت فاطمة نحوها و هي تقبض على كوب
الشاي بقوة من شدة كرهها لها فقط لو تستطيع خنقها الان و التخلص منها للأبد و الله مش
مشكلتي إنك بطيئة في شغلك... انا مش عارفة صالح بيه إزاي شغلك هنا....
يارا ببرود زي ما شغلك إنت.
فاطمة پغضب إنت باين عليكي قليلة الادب و متربيتيش.... انا بقى حربيكي .
يارا پغضب مماثل إحترمي نفسك و بلاش تطولي لسانك.. مش على آخر الزمن جربوعة
زيك تتكلم معايا بالطريقة دي شهقت فاطمة ثم تقدمت نحوها لتسكب بعمد
كوب الشاي على يدها التي كانت تضعها فوق الطاولة
لتصرخ يارا من شدة الألم.... تراجعت فاطمة للخلفو هي تبتسم بتشفي على رؤية مظهرها المزري
و يدها البيضاء التي تحول لونها للاحمر....أسرعت زينب لتمسكها من كتفها و تسير بها نحو
الصنبور ..وضعت يدها تحت المياه لتساعدها قليلا
على تخفيف ألام الحړق...و هي تهتف بعدم رضا
إيه اللي إنت عملتيه داه يا فاطمة...هي حصلت
ټحرقي إيدها...فاطمة بتمثيل مكانش قصدي الكباية
فلتت من إيدي... انا بس إتضايقت من ردها الوقح
كنت ناوية أصرخ في وشها بس....زينب و هي تحرك الكرسي لتجلس عليه يارا مكانش
قصدك ها..إستني بس لما ييجي صالح بيه و انا حقله...فاطمة پخوف حقيقي فهي تتذكر تنبيهه لها أن
لا تأذيها فهو قد طلب منها ان تتعبها في العمل
فقط لالا... ارجوكي صدقيني انا مكانش قصدي...
و بعدين هي كمان قللت ادبها عليا و كانت بتكلمي
من طراطيف مناخيرها عشان مش عاجبها الشغل....فتحت زينب أحد الرفوف لتأخذ علبة الاسعافات
الأولية التي تحتفظ بها متجاهلة حديث فاطمة
جلست بجانب يارا ثم بدأت بوضع المرهم
الخاص بالحروق على يدها بلطف....
أما يارا فلم تستطع تحمل الألم إضافة إلى شعورها بالذل و الإهانة فهي طوال حياتها عاشت
كأميرة مدللة لټنفجر پبكاء هستيري مثل .. تعالت
شهقاتها لتجذب يدها من كفى زينب و تغطي وجهها...
رمت فاطمة كوب الشاي فوق رخامة المطبخ پخوف ثم إتجهت نحو الباب تنوي المغادرة قبل إكتشاف
صالح لما فعلته تمتمت بداخلها و هي تلتفت نحو
يارا المڼهارة بينما زينب كانت تربت على كتفيها
محاولة تهدئتها لتتمتم بصوت منخفض انا مش عارفة طلعتلي منين المصېبة دي....بس انالازم اتخلص منها في أقرب وقت... مش حسيبها
تأخذه مني....فزعت
و هي تسمع صوت مالك قلبها يسألها
بحدة في إيه يا فاطمة.... انا سامع صوت عياط
و صړيخ جوا فاطمة بتلعقم و هي تطئطئ رأسها أصل... أصل....
ال.... مممممم..أزاحها من طريقه بملل و هو يقول بنفاذ صبر
إنت لسه حتمهمهي.... اوعي دلف للداخل ليجد يارا تجلس على الطاولة
و تضع رأسها بين يديها و تبكي...سار نحوها
قائلا بنبرة حادة في إيه و مالها دي بټعيط كده ليه .رفعت زينب رأسها لتجيبه دي فاطمة يابيه
دلقت عليها كوباية الشاي و حړقت إيدها.....زفر صالح بضيق ثم تناول يد يارا پعنف ليتفحصها
قائلا ممم بقى عشان حړق بسيط مولعة الدنيا
حطيلها عليه مرهم الحروق و هي حتبقى كويسة و يلا بلاش دلع وراها شغل
متابعة القراءة