روايه للكاتبه ياسمين عزيز
المحتويات
البنت و الولد
سيف بغيرة آدي ياسين اللي ناططلي في
كل حتة داهبقلك إيه يا قلبي أنا تأخرت على الشغل إبقي إبعثيلي إسم الصفحة و التصميم اللي
عجبك و انا هتصرفاكمل بهمس و هو يبتعد
عنها داه لو قعد هنا هو أو ابوه يوم ثاني كمان
اوووف طلعلي منين الزفت داه
سيلين حاضر بس
إنسجب من أمامها متجها نحو السيارة قبل
ثم قفلت عائدة لداخل الفيلا بوجه حزين
وجدت والدتها تجلس بقرب النافذة الكبيرة
التي تطل على واجهة الحديقة و يبدو أنها
قد كانت تراقب ما يحصل خارجا جلست
بجانبها قائلة بفتور
صباح الخير يامامي
هدى و هي تربت على ظهر إبنتها بحنان
صباح النور يا قلب ماماماله الوش الحلو
سيلين
مش عارفة يمكن عشان زهقت طول
النهار من القعدة هنا في الفيلا مش
بعمل حاجةو سيف كمان بقاله كم يوم
متغير يمكن زهق من اللعبة و عاوز ينهيها
هدى بفزع لعبة إيه يا سيلينإنت بتتكلمي
على إيه
سيلين ندمت لأنها تفوهت بهذا الكلام أمام
والدتها المړيضة لكنها تعودت من صغرها على مصارحها بكل شيئ
حاجة متغيرة
قاطعت حديثهم سميرة التي كانت تنزل الدرج
بخطوات واثقة
طبعا تلاقيه زهق منك و من دلعك
الفارغ عليه اصلا سيف إتجوزك عشان ينفذ
وصية جده
هدى مدافعة عن إبنتها
مفيش داعي للكلام داه يا سميرة
إنت عارفة كويس إن سيف مفيش
حد يجبره يعمل حاجة هو مش عايزها
أخفت سميرة ضيقها من كلام هدى لأنها
كانت تعلم في قرارة نفسها ان هذا صحيح
لكنها أرادت إزعاج سيلين كما تفعل كل يوم
حتى تجعلها تترك سيف و تعود لألمانيا
لقد فرحت كثيرا عندما أخبرها منذ أشهر
قليلة بأنه يريد الزواج خبر إنتظرته كأي
أم تريد رؤية فرحة إبنها مع إمرأة مناسبة
علمت ان العروس هي إبنة عمته الهاربة منذ
سنوات و أظهرت سعادتها المزيفة و هي ترى
لمعة عينيه كلما رأي سيلين تلك اللمعة التي
بدأت تنطفئ رويدا رويدا و هي ترى هذه
المدللة لا توليه إهتمامالذلك كان لابد من
تدخلها حتى لا يعود لحالته العصبية التي
التي كان يحبها في
السابق
كل يوم تقضيه إلى جانبه يجعل من مهمتها
أصعب لذلك يجب عليها ان تستعجل أكثر
و ستحرص في المقابل على إيجاد فتاة أخرى
مناسبة اكثر تنسيه هذه السيلين
سميرة بقسۏة
عمل كدا عشان شهم و كريم مقدرش يشوفك
مرمية في الشارع إنت و بنتك بعد ما عمي
كان مصمم إنه يطردكمن القصر القصر اللي
هربتي منه من عشرين سنة و رجعتيله ثاني
و إنت محلتكيش حاجة
هدى إنت تغيرتي كده إزاي يا سميرة
بقيتي قاسېة و أنانية كده إمتى و إلا الظاهر
إن السنين اللي قضيتيهم مع إلهام و سناء
خلتك بقيتي شبههم أنا فعلا هربت و رجعت
و انا معنديش مليم في جيبي يأمنا من غدر
الحياة انا و بنتيرجعت بعد ما جوزي إختفى
من خمس سنين و سابني في الغربة لوحدي
انا و عيلة عمرها اربعتاشر سنة
سابني و أنا تعبانة و بشتغل عشان أمن مصاريفي
انا و بنتي اللي إضطرت تسيب دراستها و مستقبلها
عشاني عشان تدفع ثمن أخطاء امها
بنتي ملهاش ذنب يا سميرة عشان تحاربيها
هي تربت لوحدها متعرفش حد في ألمانيا
مكانش حتى عندها أصحاب او حتى وقت عشان تعيش فيه و تجرب الحياةبنتي إتظلمت اوي
و لسه بتتظلم بسببي بس أنا ندمت اوي و في كل
يوم بتمنى لو أقدر ارجع الزمن لورا ماكنتش عملت
اللي عملته كنت فاكرة إن الحب
هو أهم حاجة بس للأسف صحيت على غلطتي
متأخر كان لازم افكر في إبني أو بنتي اللي
جايين قبل ما أقرر أقطع علاقتي بأهلي
رغم تأثرها بما عانته هدى في حياتها بعد أن
هربت في الماضي مع حبيبها إلا أن سميرة
اخفت حزنها لتقول بنبرة صلبة
و دلوقتي راجعة تصلحي غلطتك ببنتك
عاوزة تستغليها عشان ترجعي لعيلتك ثاني
هدى بسخرية
عيلة و هي فين العيلة دي بابا مستحيل
يسامحني حتى لو شافني قدامه و
أخواتي معادش فيهم عقل غير للفلوس و الثروة
و إنت عارفاهم اكثر منيريحي قلبك انا جيت
هنا عشان بنتي و بسمقدرتش أخليها تقضي
باقي عمرها في بلد غريب لوحدهاانا اللي غلطت
و انا اللي لازم اتحمل النتيجة هي ملهاش ذنب
سميرة بصړاخ
و انا كمان إبني ملوش ذنب عشان يتحمل
برود بنتك و دلعها الباردطب بصي لشكلها
عامل إزاي بذمتك داه شكل عروسة متجوزة
بقالها اسبوعينلابسة بيجامة ميكي و عاملة
شعرها قطتين انا إبني محتاج ست ست بجد
تهتم بيه و بطلباتهو تنسيه مشاكل شغله
لما يرجع المساء يلاقيها
مستنياه مش قاعدة بتلعب مع إبن الجنايني
هدى معاكي حق في كل كلمة قلتيها بس
إنت السبب في إن بنتي مش قادرة تتقبل
جوزها و حياتها الجديدة إنت اللي مفهماها
إن سيف تجوزها عشان يرضي جده و إنه
هيطلقها لما يزهق منها
الكلام داه صحيح يا أمي
كان ذلك صوت سيف الذي دلف من باب الفيلا
بعد أن إستمع لحوارهم كاملا
توترت سميرة و هي تنظر إليه قائلة بارتباك
ايوا البنت دي متستاهلكشمتستاهلش
اي حاجة إنت عملتها عشانها طلقها يا حبيبي
و انا ه
سيف مقاطعا إياها بصرامة
يا أمي لو سمحتي إحنا تكلمنا في
الموضوع داه كثير قبل كده و انا قلتلك
سيلين مراتي و أنا بحبهاو انا لآخر مرة
هطلب منك إنك تحترمي قراري و متتدخليش
في حياتي مرة ثانية
سميرة پغضب بس
سيف أرجوكي يا أمي دي آخر مرة تتكلمي
فيها مع سيلين كده
سميرة يعني إيه عاوزني اسيبك بتدمر
حياتك و بتضحي عشان البنت دي و ياريتها
كانت مقدرة دي مش حاسة بيك اصلاو عمرها
ما هتحس بيك و لا هتحبك
سيف و هو يحاول الحفاظ على هدوءه
من فضلك يا أمي مفيش داعي للكلام داه
اللي بيني و بين مراتي يخصنا أنا و هي بس
و قفلي على الموضوع داه مش عايزك تتدخلي
فيه بعد كده
سميرة پغضب عارم
و هي تشير نحو سيلين
التي كانت تبكي في حضڼ والدتها
ماشي سيفأنا مش هتدخل بعد كده
في اي حاجة تخصك و خلي بنت هدى
تنفعكبس على الله متطلعش زي امها
و تهرب منك بعد ما تخلص مصلحتها
و ترميك
مسح سيف وجهه پغضب و هو ينظر
في أثر والدته التي كانت تصعد الدرج
هو لم يقصد ابدا جرحها او التقليل من
إحترامها لكنه سبق و ان طلب منها
عدم التدخل في حياته و خاصة
موضوع زواجه لا تعلم ماذا فعل حتى
يحصل على سيلين و هي تأتي بكل بساطة
و تدمر حياته ليس مرة او إثنين بل عدة
مرات
غادر و صورة سيلين الباكية في
والدتها لإنزال تظهر أمامه هو عاد من أجلها
لأنه لم يستطع تركها حزينة طوال اليوم
لكنه إصطدم بكلام والدتهلقد طلب من
قبل عدم التدخل في شؤونه فلماذا تعانده
لماذا لاتفهمأن حياته متوقفة على وجود
سيلين
نزل درج الفيلا بخطوات بطيئة و هو
يرتدي نظاراته الشمسية ليشير لكلاوس
أن يعطي أمرا للسيارات بالتحرك
____________________________________
في قصر عزالدين
في المطبخدلفت صفاء إحدى العاملات
في القصر لتجد سعدية منهمكة في غسل
الصحون بينما كانت إبنتها فاطمة تجلس
حول الطاولة الكبيرة في المطبخ ترتشف
كوبا من القهوة و ملامح وجهها لا تبشر بخير
صفاء بلهفة الست سميرة رجعت القصر يا بنات
فاطمة بلامبالاةيا أهلا و سهلا ما ترجع و إلا تتنيل
نقوم نرقصلها يعني
حدجتها سعدية بنظرات حانقة ثم إلتفتت نحو
صفاء لتجيبها و هي تنشف يديها بالمنشفة من بقايا
المياه
يا ترى إيه اللي حصل خلاها ترجع إحنا كنا
فاكرينها هتقعد مع سيف بيه على طول في
فيلته
صفاء و هي ترفع كتفيها بجهل و الله مش
عارفة انا شفتها نازلة من عربيتها من شوية
و جايبة شنطتها معاها يمكن معحبتهاش القعدة هناك فقررت ترجع
فاطمة بسخرية و إلا يمكن واحشها الخناق
مع العقارب اللي هنا يلا بكرة تزهق و ترجع
مطرح ماجات
سعدية بتأنيب بت إنت لمي لسانك
لحسن يدخل علينا حد و يسمعك ساعتها مش هيحصل خير
أشارت لهافاطمة بيديها بلا مبالاة لتقترب
صفاء من سعدية و تسألها بهمس
هي بنتك مالها بقالها كام يوم مش على
بعضها
سعدية ما إنت عارفةنفس الحكاية القديمة
مش عاوزه تشيلها من دماغها و تنسى انا
غلبت معاها و مفيش فايدة
صفاء سيبيها متتعبيش نفسك
بنتك عنيدة و دماغها ناشفة و مش هتقتنع
إلا لو جربت بنفسها
قاطعتهم فاطمة إنتوا بتتوشوشوا على إيه
صفاء و هي تسير لتجلس حذوها و هو في
موضوع غيرك بنتكلم عليكي طبعا و على
ال باشا بتاعك اللي سالب عقلك
فاطمة بتنهيدة بقالوا كام يوم مش باين يا صفاء
يا ترى راح فين واحشني اوي
صفاء بصوت عال بنتك تجننت يا حاجة
سعديةبقت بتحلم وهي صاحية
فاطمة بتذمر يعني عشان خدامة و فقيرة
مش من حقي أحب و بكرة الحلم هيتحول
لحقيقة و هتشوفي
صفاء و الله إنت صعبانة عليا يا بتمحدش قال
إن الحب حرام بس لازم يكون من الطرفين
و كمان لما تحبي حبي حد يكون مناسب
ليكييعني زيك زيه بلاش تبصي الفوق
لحسن توقعي على جدور رقبتك و تنسكر
فاطمة أنا وقعت و خلاص يا صفصف بحبه
و مش قادره أنساه و بحلم باليوم اللي يبقى فيه
لياطول ما فيا نفس مش هبطل حلم و هعمل
جهدي عشان يتحول لحقيقة
صمتت قليلا ثم اكملت بعزم
يعني هما الهوانم اللي فوق أحسن مني
في إيه مالكل عارف أصلهم و فصلهم
و شوفي تجوزوا مين و بقوا إيه و إلا هي
جات عليا انا يعني
وضعت صفاء يدها على فم فاطمة تمنعها
من إكمال كلامه و هي تنهرها قائلة بعد أن
تفقدت الباب بنظرات خائڤة من دخول
أسياد المنزل
إتكتمي يا بت و حطي لسانك
جوا بقكسناء هانم
لو سمعتك هيبقى آخر يوم ليكي هنا إنت و امك
أزالت يدها من عليها و تكمل بضجر
أنا مش عارفة إنت جايبة الجرأة دي كلها
منين
فاطمة من الحب
صفاء بسخرية و هي تقلدهامن الهوب يعني
قلبك داه لف لف و مدقش غير للباشا إبن
الحسب و النسب عليا انا الكلام داه يا بطة
يا بت داه انا عارافاكي و فاهماكي اكثر
من نفسك إنت حبيتيه عشان فلوسه
عشان عارفة إنك لو طلتيه هتبقى هانم
زي اللي فوق
فاطمة بغمزة و هي تتفقد والدتها المشغولة
بتحضير الطعام برافو عليكيأحبك و إنت
فاهماني يا صفصف
في الأعلى في جناح فريد
كانت أروى قد إنتهت من تجهيز نفسها
حتى تذهب إلى جامعتها مع فريد الذي
خرج للتو من غرفة الملابسبعد أن إرتدى
ملابس أنيقة جعلته في غاية الوسامة
و أبرزت عضلات ذراعيه و العريض
مما جعل أروى تشرد قليلا و هي تتفحصه
بإعجاب لم يخف عن عينيه الثاقبتين
ليتقدم نحوها مبتسما بعبث و هو يقول
سرحانة في إيه
حركت رأسها بنفي و هي
تجيبه بارتباك
لا اصلي تأخرت على الجامعة
نظر لساعته ليجد أن الوقت مازال مبكرا
ليقول مممم فعلا الوقت تأخر اوي و الجامعة
زمانها قفلت و
كان يتحدث و هو يتفرس ملامحها الجميلة
وجهها الممتلئ الذي يشبه خاصة الأطفال
و عينيها الساحرتين كأعين المها أما شفتيها
فكانتا حكاية أخرىتسللت يديه دون وعي منه ليفك حجابها و تنسدل خصلات شعرها الشقراء
الحريرية التي
أفاق من شروده على يديها التين تبعدانه عنها
ثم سارت لتقف أمام مرآة التسريحة لتعيد ترتيب حجابها من جديد و هي تقول
انا بقالي ساعة مرزوعة قدام المراية عشان
أعملهاوووف
شعرت به يقف وراءه لترفع عيناها لترى
صورته امامها منعكسة على المرآة كان
متابعة القراءة