روايه للكاتبه دينا نصر
المحتويات
شديد و قال ببعض الحدة
هذا شأني وحدى يا عمي وسأحله قريبا
فقال له عمه محمود پغضب
من تخرج عن طوع عائلة الهلالي وترحل تبيت لياليها خارج هذا القصر لا دية لها ولابد أن سامر والدك من نفس الرأي
فوالده بحكم عمله دوما بالخارج لذا لم يحضر تلك الجلسة فتنهد أوس پغضب لكن قبل أن يرد أكمل عمه سالم بخبث للجميع
فقال عمه جابر پغضب
كلا يا ولدي هذا لم يعد شأنك وحدك فقد أهانت ابنة سلمي الهلالي حرمات هذا القصر عندما خرجت منه كاللصوص
استقام أوس من مكانه وانحني بعد أن وضع يداه الاثنان علي المكتب پغضب وقال باستفزاز
أعتقد أن الأمر يعنيني وحدي ولن أطلق زوجتي ولن أسمح لأحد بالتدخل في أمور حياتي الشخصية
فقال سعيد پغضب
لكن..
فقاطعه أوس بحسم
كفي لن أسمح لأحد التحدث معي بما يدور عن أهل بيتي فحور زوجتي وأم طفلي ولن أقبل كلمة واحدة من أحد منكم فأنا لا أتدخل بأمور حياتكم الخاصة لذا لن تفعلوا معي هذا في المقابل..و الآن سأرحل فلدي اجتماع مجلس إدارة هام
وخرج تاركا إياهم في صدمة من كلامه فقال سعيد پغضب لسالم
فقال جابر للجميع
أنا لم أكن مقتنع تماما للتدخل فالموضوع حساس و أوس لديه كل الحق هو حر بإدارة بيته كما يريد ولا يجوز لنا التدخل بحياته الخاصة ورحل كلا جابر وسعيد أما محمود فاقترب من سالم وقال له بسخرية
بالطبع تريد أوس زوجا لابنتك وحدها فأنت تشعر بالقلق من حمل حور لولي العهد لذا تريد إقصائها أليس كذلك..
ما الذي تقوله راقب كلماتك يا محمود فما فعلته تلك اللعېنة يسئ لنا جميعا
فهز محمود رأسه وقال بخبث
أجل لقد فعلت فعلة حمقاء تستحق عليها المۏت ولو كان أبي علي قيد الحياة كان أذاقها الويل لكن لو فكرت من ناحيتها ستدرك أنها كانت وحيدة بيننا وجميعنا أسأنا إليها نحن والعائلة وزواج أوس من ابنتك نهي كان الضړبة الفاصلة لها لذا إن فكرت بمنطقها لها الحق في الاعتراض فجميعنا أردنا دوما الاعتراض علي أوامر أبي لكننا لم نستطع وسلمي رحمها الله كانت أقوي مننا جميعا وحور ورثت قوتها رغم ضعفها بيننا لكن هذا لا يجعلنا نقول عنها أنها فاسقة فتقبل الأمر يا سالم ففي النهاية نهي هي الآن التي بجانب أوس وليست حور وهذا ما تريده أنت
ومر شهر أخر
لقد كنت أمر بالجوار لذا قلت لما لا أتناول الغداء معك
قال هذا خالد الشافعي أحد مدراء إدارة مجموعة الهلالي لنسيبه حازم شكري الذي يعمل بشركة الأحمدى فابتسم حازم وقال له بسعادة
وبالفعل دخلا المطعم وجلسا وبعدها طلبوا الطعام فقال خالد له باهتمام
كيف استطعتم تخطى الأزمة الأخيرة بعد أن صفع أوس الهلالي شركتكم
فقال له حازم
لقد وضع سراج بعض الخطط و حدينا قليلا من الخسائر
فقال خالد وهو يضحك
لابد أن سراج الأحمدي يود قتل أوس الهلالي فالضړبة الأخيرة كانت قاټلة
قال له حازم وهو يتنهد
إن المنافسة بالعمل مزعجة حقا ..لكن ما أنا فضوليا بشأنه هو شخصية أوس الهلالي فعقليته في العمل تاريخية
قال خالد له بفخر
هو بالفعل رجل أعمال فذ وناجح بما تعنيه الكلمة من معني ومنذ التحاقه بإدارة المجموعة ونحن قد تصدرنا الأعمال ونربح مكاسب طائلة قاطع أفكارهم وصول النادل بالطعام وبدئوا بتناول الطعام بهدوء وبعدها لمح خالد امرأة جالسة مع حشد من
النساء تأكل وتتحدث معهم وكانوا يضحكون...أنها تبدو مألوفة للغاية بالنسبة له فأين رآها قبلا .....أجل إنها هي زوجة أوس الهلالي هو لا يعلم اسمها لكنه حضر زفافها وهو لا ينسي الوجوه أبدا فقال بفضول لحازم
من هذه المرأة التى تجلس مع هؤلاء النسوة
فاستدار حازم لينظر وقال بسخرية
كف عينك عن النساء يا نسيبى فزوجتك لو علمت سوف..
قاطعه خالد قائلا بجدية
انها زوجة أوس الهلالى
فحدق الرجل مجددا وقال
ما الذى تقوله أتقصد المرأة بالحجاب الوردى..لابد انك مخطئ انها مجرد موظفة هنا
قال خالد
كلا أنا واثق مائة بالمئة انها زوجته لكن ماذا تعمل هنا
قال حازم باهتمام
يا الهى أحقا تعمل زوجة أوس هنا فى شركة منافسه هذا لا يصدق ..انها تعمل مهندسة اتصالات وقد غيرت سير العمل بالشركة فى الفترة الأخيرة وجعلته أسهل انها عبقرية لذا لا أستغرب أنها فعلا من عائلة الهلالى
دخل أوس في حوض الاستحمام ليسترخي قليلا فهو حقا منهك ومتعب
من ضغوط العمل وأيضا من التفكير في حور تلك اللعېنة التي رحلت عنه منذ أكثر من أربعة أشهر و لا يعرف مكانها بعد فالمحقق الذي وكله بالأمر لم يصل لمكانها بعد فكر پجنون ما الذي تفعله الآن وأين تعيش ومع من عند تلك النقطة تلبسه شيطان لعين وسوس له ماذا إن كانت تركته لتذهب مع رجل أخر لكنه تعوذ بالله منه وفكر أن حور من المستحيل أن تفعل هذا
ماذا تفعلين هنا..
لقد اشتقت لك
جئتك مشتاقة يا أوس
بقية الفصل السابع
كانت حور جالسة علي الأريكة تشاهد فيلم ړعب وكانت خائڤة لكنها أكملت مشاهدة فالفيلم لأن فيه غموض وهي تحب تلك النوعية من الأفلام وبعدها قامت لتصب لها كوبا من العصير وبالفعل عادت للأريكة مجددا بعد أن ملأت الكأس وقبل أن تجلس فجأة وقع منها كوب العصير علي الأرض فقالت بغيظ
اللعڼة هذا ليس وقتا مناسبا
فانحنت لتلمم أشلاء الكأس لكن قطعة من الكأس دخلت بإصبعها الذي ڼزف بشدة وفجأة شعرت بانقباض غريب بصدرها وأحست أن أنفاسها انقطعت فنهضت علي الفور وغسلت يديها ووضعت ضمادة طبية وبعدها أكملت تنظيف أشلاء الكوب بحرص وكان ضيق صدرها ما زال موجودا لا تعرف كيف تصف ما تشعر لكنها تشعرا و كأن أحدهم يعتصر قلبها في يده لا تدري سبب هذا وعندما انتهت شربت القليل من الماء وظلت ټضرب علي صدرها لعل ذلك الضيق الذي يكتم علي أنفاسها أن يذهب وبعد قليل جلست لتكمل الفيلم فهي قد أحست ببعض الراحة وسرحت بأفكارها قليلا حول أنها رحلت عن أوس منذ أربعة شهور كاملة فهي كل ليلة تحسب الأيام التي ابتعدت فيها عن أوس تنهدت بأسي فهي تشتاق له حد المۏت وحاولت إخراجه من رأسها فهي حتما ستجن قريبا من كثرة تفكيرها به .. تذكرت أيضا سيطرته علي سوق العمل وعندما أخبرها سراج بهذا رغما عنها شعرت بالفخر أن هذا الرجل الناجح الذي لا يستطيع أحدا التغلب عليه في الأعمال كان زوجها وحبيبها ذات يوم وفكرت بأسي عن اعتراف سراج لها الذي حقا لم يعني لها شيئا فهي لن تتخيل نفسها زوجة إلا لأوس ولن تكون أبدا لغيره حتى لو طلقت منه لوهلة أشفقت علي حال سراج فهو منذ شهر مشغول بالخسائر التي حلت علي شركته جراء سيطرة أوس علي سوق العمل وحمدت ربها أن سراج انشغل فهي لم تكن تريد أن تتعامل معه مجددا بعد فعلته فهي تخجل أن تواجهه وبالفعل هي تجاهلته وهو كان مشغولا وهذا هو المطلوب وأيضا أصبحت تتناول طعامها مع الموظفات فهي كونت علاقات
طيبة معهم حتى لا يستفرد بها سراج أبدا علي مائدة الطعام.
هل تناولت عشائك..
كلا لم أتناوله بعد
أما زلت تبحث عن حور أليس كذلك ..لقد أخبرني أبي أنك ترفض أن تطلقها هذا حقا كثير
تنهد بضيق وقال بحسم
توقفي عن هذا
لكنها أكملت غير عابئة
أوس كيف تفكر هكذا لقد تركتك ..إنها لا تريدك لماذا لا تفهم هذا.. نظر لها پغضب ثم تناول قميصه ليقوم بارتدائه وخرج تاركا لها الغرفة دون قول كلمه .
اليوم التالي
نظر أوس بعدم استحسان لطريقة العمل بالحاسوب ولم تعجبه فهي رجعية بعض الشيء وأغلب الموظفين غير متمرسين للتعامل بها فقال للمهندس أمامه
كلا غير الخطة فهي لم تعد تجدي نفعا وكثيرين يشتكون منها
فقال الرجل بضيق
حسنا سأحال البحث عن خطة أخرى تلاءم الجميع
ثم تجاهله أوس ونظر للجميع قائلا
دعونا نكمل بقية الاجتماع
وطلب من السكرتيرة لتوزع بعض الورق علي الحاضرين بالاجتماع ثم بدأ بشرح خطته القادمة للعمل وعندما انتهي اتجه أوس تجاه خالد الشافعي وقال له بعملية
خالد هل أنهيت الأوراق التي طلبتها منك..
قال خالد علي الفور
أجل إنها علي مكتبي سأرسلها لك مع السكرتيرة
فقال أوس بحسم
حسنا
أسرع فأنا أحتاجها
وكان علي وشك التحرك لكن خالد أوقفه قائلا له باهتمام
يبدو إن المهندس لا يلقي استحسانك ..لماذا إذن لا تستعن بزوجتك فكما سمعت هي ماهرة للغاية في ذلك المجال
تنبه أوس لكلامه علي الفور وقال له بدهشة
وما علاقة نهي بهندسة الاتصالات ..
قال خالد بسرعة
لا أقصد سيدة نهي بل أقصد زوجتك الأخرى
فنظر له أوس بذهول وكان الڠضب يملئ محياه لكنه سيطر علي نفسه فكيف عرف خالد إن حور مهندسة اتصالات ..وكيف يتحدث عنها وكأنه يعرفها معرفة قوية فقال له وهو يضغط علي أسنانه
كيف عرفت أنها مهندسة اتصالات وأيضا كيف عرفت عن مهارتها
فقال له خالد
لقد سمعت من نسيبى أنها أبلت حسنا وطورت سير العمل بشركة الأحمدى ألا يجب أن تستغل خبراتها هنا بدلا من اعطائها لشركتنا المنافسة..
.. حسنا لكن لو كان هناك أحد المخرجين واقفا بجوار أوس في هذه اللحظة لكان أعطاه جائزة أوسكار عن جدارة لأفضل ممثل فهو تحكم بأعصابه جيدا أمام خالد فمن المستحيل أن يكون خالد يعلم أن زوجته العزيزة المصون قد هربت منه وأنه هو شخصيا لا يعرف مكانها بعد وأيضا الكلام الذي قاله خالد عن مكانها خطېر جدا فبعد عناء أربعة شهور من البحث المضني لا يعلم كيف يشعر هل يشكره علي المعلومة أم يفجر رأسه علي إخباره أنها تعمل بالقرب من سراج الأحمدي الرجل الذي أراد الزواج منها الرجل الذي أخبرته ذات ليلة أنها تمنت لو تزوجته بدلا منه كان بداخله مزيج من المشاعر القاټلة لذا تحرك علي الفور وكانت عيناه غائمة وقال
لخالد
أعطي الأوراق التي أحتاجها لسكرتيرتي
ثم تركه بمكتبه وخرج علي الفور وهو لا يري أمامه الذي نظر في أثره مستعجبا من ردة فعله.
تمطت حور علي مكتبها قبل أن تبدأ بالعمل علي الحاسب الالكتروني الذي أمامها فهي قد تناولت الغداء في الاستراحة وصعدت منذ دقائق وفاجأه سمعت جلبة بالخارج فنهضت وفتحت باب مكتبها ونظرت بفضول لتعرف سبب هذه الجلبة وما أن فعلت حتى تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها و شعرت بالصدمة علي الفور
متابعة القراءة