قصّة الفتاة أم النمر
المحتويات
منذ عصور خلت يحكى أن ملكا جبارا تجمعت في شخصه ملامح التقدمية والتخلف فمن جهة توسعت المملكة في ظله أيما اتساع وازدهرت أيما ازدهار ومن جهة أخرى اتصف بانقياده المطلق لنزواته خصوصا في ما يتصل بشؤون الحكم.
ومن جملة الأفكار المتخلفة التي سادت في عصره فكرة الساحة العامة التي هي بمثابة المحكمة هناك يؤتى بالمتهم ليقرر الحظ وحده ما إذا كان مذنبا أم لا. كانت تلك الساحة عبارة عن مستطيل طويل تحتل منصة الملك وبطانته أحد أطرافه وعلى الطرف المقابل يوجد بابان متشابهان ومتجاوران أما ما تبقى من جوانبه فمخصص لمن أراد الحضور من العامة.
فلو فتح الباب الأول يخرج عليه نمر جائع هو الأشرس في المملكة فيقطعه إربا جزاءا بما كسبت يداه. عندها يمتزج رنين الأجراس الحزين بعويل الباكيات ونواح النائحات اللائي يقتتن على مصائب الآخرين ثم يجر الحزانى من ذويه أذيال الخيبة وهم مطأطئوا الرؤوس حسرة على هذا الشيخ الوقور أو ذاك الشاب الوسيم.
ما إن سمع الملك بتلك العلاقة حتى أمر بزج الشاب في السچن وحدد موعدا لمحاكمته التي أعد لها خير إعداد لتكون درسا لا ينسى لكل من تسول له نفسه التطاول على الأسرة الحاكمة فالدولة دولة والمواطن مواطن والحق أن الملك كان عاقدا العزم على إنزال
متابعة القراءة