قصة بركه بقلم محمد شعبان

موقع أيام نيوز

اصحابه وفي مرة من المرات وبعد ما اټخانق مع مراته برضه بسبب موضوع الخلفة ده نزل قعد على القهوة مع واحد صاحبه وهو متضايق ومخڼوق اوي فلما سأله صاحبه عن سبب خنقته وضيقته حكى له إنه بيفكر يتجوز تاني بسبب إنه ماخلفش من مراته لكن عبد الصبور وهو بيحكي ڠصب عنه بكى بكى لأنه كان بيحب مراته اوي وماكنش عاوز يتجوز عليها لكنه كان هيعمل ايه يعني زن ابوه وامه عليه وكمان تقطيم حماه وحماته له خلوه يفكر في موضوع الجواز من واحدة تانية ده واهو منها يأكد لنفسه إنه ممكن يخلف عادي وكمان يأكد لمراته ولكل اللي حواليه إن العيب منها مش منه بس في الوقت اللي كان عبد الصبور قاعد وبيحكي لصاحبه سمعهم راجل غريب كان قاعد لوحده على ترابيزة قريبة منهم الراجل ده لما سمع كلام عبد الصبور ولقاه بيعيط قام من مكانه وراح قعد جنبه سلم عليه وعلى صاحبه وعرفهم بنفسه بعد ما طبطب على عبد الصبور ووساه طبعا..
انا إسمي غريب.. كنت قاعد على الترابيزة اللي جنبكوا وسمعتكوا وانتوا بتتكلموا وشوفت الأستاذ وهو بيبكي فبصراحة ماقدرتش اتمالك نفسي لأن دموع الراجل لما بتنزل منه بتبقى غالية اوي وبيني وبينكوا كده قولت بيني وبين نفسي إن انا اجي اساعد واقوله على حل انا عارفه لأني عرفت الموضوع يعني لأنكم كنتم بتتكلموا بصوت عالي شوية
مسح عبد الصبور دموعه وبص للغريب وبلهفة سأله..
حل ايه.. الحقني بيه
جاوبه الغريب وهو بيبص له بابتسامة شيطانية..
في مولد بيتعمل كل سنة في قرية من قرى الأرياف المولد ده بيجي فيه راجل واصل اوي اسمه الشيخ المنزلاوي الراجل ده مافيش حد راحله إلا ورجع من عنده باللي هو عاوزه.. اللي عاوز يخلف بيساعده يخلف بطريقته واللي ضايع منه حاجة بيعرفله مكانها برضه بطريقته برضه ومن حسن حظك بقى إن المنزلاوي ده هيكون موجود بكرة في المولد وانا اصلا من القرية دي وعارف كل اللي بيحصل فيها وبيني وبينك كده ياما ناس من بلدنا كانوا مابيخلفوش ولما راحوا له ساعدهم ودلوقتي معاهم أورطة عيال
اول ما الغريب قال كده عبد الصبور الضحكة ملت وشه وخد منه عنوان المولد بعدها الغريب مشي وصاحب عبد الصبور قال له بلاش.. بلاش تروح لأنه ماكنش مرتاح للغريب ده لكن عبد الصبور ماسمعش كلام صاحبه ولا سمع لكلام الطب ولا العقل ولا الدين ده روح جري على بيته وحكى لمراته اللي طاوعته وتاني يوم سافروا وراحوا للمولد ده وهناك سألوا على الشيخ المنزلاوي فالناس قالوا لهم إنه بيجي مرة واحدة بس كل كام سنة ومن حظهم بقى إنه موجود المرة دي فبسرعة جري عبد الصبور هو ومراته على خيمة المنزلاوي اللي كانت في نص المولد بالظبط وعلى باب الخيمة لقوا راجل خد منهم فلوس ووقفهم في طابور وبعد كده دخلهم عشان يشوفوا المنزلاوي كان راجل عنده حاجة وخمسين سنة وشه بيضحك اه.. لكنه يا ابني ماكنش مريح أبدا بلع عبد الصبور ريقه وقال له على السبب اللي هم جايين عشانه وبعد ما خلص كلامه بص المنزلاوي لمرات عبد الصبور وقال له وهو بيبتسم اوي..
المشكلة في مراتك.. عدت على سحر مرشوش وبسببه رحمها مربوط اطلع برة وانا هعملها جلسة رقية وبعد دقايق هتاخدها وتمشي بس لما تروحوا ماتلمسهاش لمدة تلات أيام.. وبعد كده عيش معاها عادي والمراد هيتم في ظرف شهر
في الاول عبد الصبور ماكنش مرتاح لكن مراته اللي كان عليها ضغوطات كبيرة اوي من حماها وحماتها وكانت عايزة ترضيهم وترضي جوزها بأي شكل هزت له راسها بالموافقة فسمع كلامها وخرج ومع خروجه ۏلع المنزلاوي بخور وأول ما البخور ده اشتغل في الفحم القايد.. ابتدت الست تدوخ وأثناء ما هي دايخة فضل يقرا عليها كلام مش مفهوم وبعد كده اداها حاجة تشربها وبمجرد ما شربت من السائل اللي اداهولها وهي حست إنها مش مظبوطة ومافيش ثواني وكانت شبه غابت عن الوعي وقتها قرب منها المنزلاوي اللي كان عامل زي الشيطان وعمل معاها علاقة وبعد ما خلص اللي كان بينيله... نده على جوزها وقال له إن كده خلاص.. هو خلص الجلسة ولما تفوق هتبقى كويسة ومش بس كده.. ده كمان خلاه دفعله فلوس كتير وأوهمه إنه فك السحر اللي مراته كانت معدية عليه بعدها مشي عبد الصبور هو ومراته اللي ماكانتش في وعيها كانت دايخة ومش قادرة تصلب طولها ومن اليوم ده بقى والست حالها اتقلب مابقتش طايقة جوزها ولا طايقة نفسها يعني كل ما كان يقرب منها كانت بتجيلها حالة قيء غريبة واستمرت على الوضع ده لحد ما في مرة رجع جوزها من الشغل ولقاها واقعة على الأرض وجنبها أزازة سم سايل شالها بسرعة وراح بيها على أقرب مستشفى بس وهو في طريقه للمستشفى الست كانت فايقة شوية كانت يا ولداه بتطلع في الروح وقبل ما يوصلوا بصت له وقالتله وهي پتبكي..
انا ماكنتش فاقدة الوعي لما المنزلاوي سقاني اللي سقهولي ده انا كنت فايقة شوية.. حسيت بيه انا حامل بس اللي في بطني ده مش ابنك انا حامل في ابنه هو.. انا عاوزة 
افتكر عبد الصبور إنها بتخرف وكمل في طريقه للمستشفى اللي بعد ما دخلتها بدقايق ماټت الدكاترة ماقدروش يلحقوها لأن جسمها كان ضعيف والسم اتمكن منها وطبعا بعد ما ماټت وعبد الصبور راح للمنزلاوي عشان  بعد اللي عرفه من مراته قبل ما مالاقهوش.. المنزلاوي طبعا كان اختفى زيه زي الغريب بالظبط ومن يومها يا ابني وهو على الحال ده اټجنن من بعد مۏت مراته وبقى مجذوب وبيلف على الموالد عشان يلاقي المنزلاوي بس خلاص بقى يلاقي مين المنزلاوي طار زيه زي عقل عبد الصبور بالظبط عبد الصبور اللي انتهى بيه الحال كمجذوب عايش على رصيف السيدة زينب.
لما خلص عم بركة حكاية عبد الصبور ضړبت كف بكف وانا بقوله..
لا حول ولا قوة إلا بالله كل واحد منهم كان في إيده يختار كذا طريق تاني غير الطريق اللي اختاره بس الغريب اللي طلعلهم ده كان هو السبب ألا صحيح يا عم بركة هو مين الغريب ده!
سرح بركة وهو بيبص للسما..
الغريب ماقالهمش يختاروا السكة الغلط هو وراهالهم بس وهم اللي اختاروا.. اما عن أصله وماهيته فهو يا ابني باين من أسمه.. غريب غريب عني وعنك وعن البشر كلهم وزي ما رسم الطريق واختفى في حكاية ام نعمة فهو برضه رسم الطريق لما اتشبه في شكل دكتور وظهر لمحروس ونفس اللي عمله مع الاتنين.. عمله برضه مع عبد الصبور ودله على طريق الدجال ودلوقتي بيدلك انت على الطريق اللي انت مش عاوز تختاره بيحليه في عينك وبيقولك روحله.
سكتت بصراحة وانا قلقان من كلام عم بركة بعد كده بصيت له وسألته..
تقصد مين يعنب!
لكن عم بركة ماردش عليا ده بص لي وابتسم وهو بيقولي..
هقولك هو مين بس بعد ما احكيلك على حكاية صغيرة كده حكاية تخصك.
هزيتله راسي وسمعته وهو بيكمل كلامه وبيقول لي..
سيدنا أبراهيم عليه السلام في مرة راح زار بيت أبنه سيدنا أسماعيل عليه السلام وقتها مالقهوش في البيت هو لقى زوجته.. وزوجته دي ماكانتش تعرف سيدنا أبراهيم عليه السلام ولا تعرف إنه ابو سيدنا إسماعيل جوزها من الأساس فقالها سيدنا أبراهيم إنه عابر سبيل وسألها عن أحوالها وأحوال جوزها.. فاشتكت من العيشة وضيق الحال فلما سيدنا ابراهيم سمع منها الكلام ده قال لها قولي لجوزك لما يرجع إنه يغير العتبة وربنا هيفرج أحواله قال لها كلامه ده ومشي ولما رجع سيدنا اسماعيل ومراته حكت له اللي حصل عرف إن اللي كان موجود هو سيدنا أبراهيم.. ابوه وكمان فهم قصده.. طلق مراته واتجوز واحدة تانية وبعد جوازه من التانية بفترة.. عدى عليها برضه سيدنا ابراهيم وعمل معاها زي ما عمل مع الأولى قال لها انا عابر سبيل وسألها عن أحوالها وأحوال جوزها فقالتله إنهم الحمد لله في نعمة وعايشين في أفضل حال فوقتها ابتسم سيدنا ابراهيم وقال لها قولي لجوزك اثبت على العتبة ومشي ولما رجع سيدنا اسماعيل ومراته قالتله اللي حصل معاها قال لها إن اللي كان بيزورهم هو ابوه وابو الأنبياء سيدنا أبراهيم عليه السلام وأن معنى رسالته إنه يحتفظ بيها ومايسبهاش لأنها حمدت ربنا وشكرته وما اشتكتش من أحوال جوزها الست يا ابني هي غطا بيغطي الراجل والغطا ده لو فضحك سيبه وهات غطا غيره.. وكذلك الراجل برضه الراجل اللي مايسعاش عشان مراته او يسعى في الحړام عشان يعيشها عيشة كويسة لازم الست تنصحه بأنه يبعد عن السكة دي مش تقويه عليها.. أظن يا ابني كلامي مفهوم وأظن كمان إنك عرفت مين الراجل اللي جه وقالك الكلمتين اللي بسببهم كنت بتفكر تمشي في السكة الحړام.. ولو ماعرفتوش فاحب اقولك إنه الغريب اللي رسملك طريق جهنم وفي الأخر راح قعد على الرصيف شوية واختفى ايوة يا ابني هو نفسه اللي ظهر للتلاتة ودلهم على السكة الغلط وهم اختاروها لكن انت بقى لسه.. لسه ما اخترتهاش وخليك متأكد إنك لو اخترتها ومشيت ورا كلامه هتبقى زيهم كده ويمكن أسوء كمان.
لما عم بركة قال لي كده بصيت للراجل اللي كان قاعد على الرصيف بس مالقتوش زي ما عم بركة قال وقبل ما ارجع ابص لعم بركة واقوله معاك حق سمعت صوت القهوجي اللي جه من جنبي وقال لي بصوت عالي..
معلش يا أستاذ احنا هنقفل دلوقتي عشان صلاة الفجر الحساب عدم اللامؤاخذة.
طلعت من جيبي فلوس وانا بقوله..
حاضر.. حسابي وحساب الراجل الطيب ده عندي.
قولتله كده وانا بشاور على مكان عم بركة لكن ساعتها القهوجي بص للمكان باستغراب ورجع بص لي..
راجل مين يا بيه عدم الامؤاخذة مافيش حد جنبك.. ده انت من ساعة ما قعدت وانت قاعد لوحدك وعمال تبص على المجاذيب وتضحك وتهمس وكأنك بتكلم نفسك انت كويس يا حضرت ولا عندك مشكلة في نفوخك!
بسرعة بصيت على الكرسي اللي جنبي ولقيته فاضي برقت وانا مش مصدق بعد كده قومت وقفت وانا بقول للقهوجي بانفعال..
يا عم وربنا كان قاعد جنبي هنا راجل عجوز وطيب كده اسمه عم بركة وبالأمارة كان لابس جلابية بيضا وكان ماسك سبحة في إيده.
برق لي القهوجي وكأنه مصډوم من كلامي..
عم بركة مين.. عم بركة العطار!.. ده ماټ من يجي سنتين يا أستاذ ده
تم نسخ الرابط