رواية سيلا وليد
المحتويات
الواد آدم يدفع كتير
دفنت وجهها بصدر أخيها خجلة وتحدثت
وحشتني أوي معرفش ليه مصر على البحر الأحمر مصر مليانة مستشفيات
قوس ذراعه
ياله ياعروسة علشان العريس منتظر على ڼار وبعدين نتكلم
هبطت بجوار أخيها مع ابتسامتها التي يتدفق من خلالها الحب بكل ماتشعر به الآن فاليوم أخيرا سوف تزف لمتيم الروح
وصلت إلى عاشق الروح الذي تلقاها من أخيها بابتسامته المشرقة وعينيه اللامعة لا يعلم لماذا يشعر بكم هذه الفرحة
احمرت وجنتاها خجلا لتنظر إلى الأرض مبتعدة عن نظراته انحنى يهمس إليها
حلوة الأرض لو أحسن مني تمام رفعت عينيها سريعا إليه ليضم كفها الناعم بين كفه الغليظ ويتحرك مع الموسيقى ليصل إلى مكانهم المخصص دلفت رحيل تجاور يزن الذي يتابع الحفل بإعجاب
خالك باين عليه تقيل ابتسمت ثم بسطت كفها
وصلت حيث وقوفهم
خالو وحشتني ضمھا زين وعينيه على يزن الذي يطالع زين بصمت
فهمت رحيل نظرات زين فجذبت يزن من كفه
الباشمهندس يزن شريكي في الأجنس ياخالو
أنا عايزة فرح زي دا ياطارق لم يستمع إليها فاحتضنت ذراعه بعدما وجدت صمته
طارق مابتردش ليه قالتها وهي تنظر للذي ينظر إليه صدمة جعلتها لم تستطع الوقوف حينما شعرت وكأن أحدهم لطمھا على وجهها بقوة وهي ترى يزن بجوار تلك الفتاة الشقراء ويتحدث بضحكات كأنهما يعرفان بعضهما البعض منذ سنوات
مين الواد اللي مع رحيل دا
دا واحد جاي لقدره وصل إليهما فاقترب من رحيل
إزيك يابنت خالتي استغرب يزن صلة القرابة بينهما بتصنع ليهتف
أهلا طارق عامل إيه
كويس قالها وهو يرمق يزن بنظرات يود أن يلقيه صريعا بها
ظلت راحيل بالحفل لبعض الوقت تتنقل بين الأقارب بينما جلس يزن يشاهد الجميع بأعين ثاقبة الټفت للخلف بعدما استمع إلى صوتها
مش عيب تقل بأصلك وتطاردني يايزن
ضيق مابين حاجبيه
أطاردك ! ليه إنت مين علشان أشيلك من أرضك ڼصب عوده وتوقف بعدما وجد طارق متجها إليهما
أنا رميتك من يوم ماخنتيني ولو أعرف إنك موجودة هنا مكنتش جيت مش علشان حاجة تؤ علشان بس مش عايز أفتكر أسوأ مرحلة بحياتي وأندم على الوقت اللي الشيطان استغلني فيه وضيعته مع الخاينين وصل طارق يوزع نظراته بينهما
بتعملوا إيه
ربت بقوة على كتف طارق يرمق الأخرى باستهزاء
شكلك مش مالي عينها فبتجري ورايا لمها دا لو قدرت الټفت إليه سريعا وهو يرفع كفه ليصفعه ولكن أطبق على كفه يزن
ولا عاش ولا اتخلق اللي يمد إيده على يزن السوهاجي قالها وهو يدفعه بقوة ليسقط على الأرض أمام الجميع في حالة ذهول من البعض ليحدث همهمات مرتفعة من الجميع بدخول راجح الذي شاهد سقوط ابنه ليقترب من يزن كقابض الأرواح
إنت مين يالا علشان تعمل في طارق الشافعي كدا لم يشعر يزن بمسكة راجح إليه ولم يشعر ولم يستمع سوى لبكاء والدته وهي تقص إليه مأساتها معه نعم ذلك الرجل صاحب الصورة مع تغير ملامح السن صڤعة قوية على وجهه من راجح يهز يزن هادرا پغضب
اعتذر لسيدك يالا شهقات خرجت من الجميع وحدث هرج ومرج بقاعة الزفاف بينما توقف يزن مصډوما محاولا استيعاب ماحدث أمام الجميع اقتربت راحيل
إيه اللي عملته حضرتك ياعمو توقفت بينهم تضم ذراع يزن
يزن عمو راجح مايقصدش أكيد فهم الموضوع بالغلط
راجح راجح ظلت الكلمة بأذنه كصدى صوت مؤذي ليخترق سمعه أبعد راحيل واقترب من راجح
مطلعش ابنك بس اللي مايعرفش قيم وأخلاق الرجالة باين هو معذور علشان ملقاش الرجولة عند باباه
رفع راجح كفه ليلطمه مرة أخرى
ليمسك يده يضغط عليها پعنف وصورة والدته وصوت بكائها أمام عينيه وكأن هذا الرجل سبب مأساتها
آسف بس مش طبعي أسكت عن اللي يقل مني قالها وتحرك للخارج سريعا لتهرول رحيل خلفه
كانت نظرات راجح الڼارية تتابع خروجه ثم رفع هاتفه لأحدهم
الواد اللي هيخرج مع رحيل عايزك تجبلي حياته وانتظر مني الأمر
طالعت رانيا طارق پغضب ثم حدجت راجح وهتفت بحدة
يارب ابنك الغبي يرتاح شوفت البت كانت ھتموت عليه ازاي اهو جه يكوش على كل حاجة على الله ابنك يرتاح
بعد فترة انتهى حفل الزفاف الذي شعر البعض به بالسعادة والآخر بالحزن والألم وآخر يخطط تخطيط الشياطين
وصلت العروس لجناحها الخاص مع أختها بعدما اعتذر آدم لعمل شيئ مهم
قبلتها مريم
ليلة سعيدة حبيبتي خليكي بفستانك لما عريسك يجي أومأت لها فتحركت مريم للخارج
كعصفور صغير يشقشق فرحا ببزوغ نهار جديد جلست تملس على ثيابه مرة وعلى فراشهما مرة تبني أحلاما وردية لما لا واليوم حياة جديدة مرتسمة بنبض قلبها الذي تمنته عبر السنين أخيرا ستنال السعادة بحضرته صبرت
وصبرت إلى أن توجت باسمه ابتسامة عذبة فوق ملامحها تنظر لنفسها بالمرآة نظرة أخيرة قبل دلوفه كانت كالأميرة بفستان زفافها مرت عدة دقائق ودلف فارسها المغوار تحرك إلى جلوسها ورغم تحركه الهادئ إلا أنها شعرت بتضاعف نبض قلبها
سحب نفسا يزفره بهدوء يناظرها بنظرات مترددة لايريد انطفاء بريق عينيها اللامعة ولكن كيف له أن يتعايش مع تلك الحياة التي أجبر عليها هو ليس بالضعيف بل رجل صلب قوي لاينهزم أبدا مهما تعثرت ظروفه إلا أنه لن يصمد أمامها وېحطم قيودها ولكن هناك ما جعله يخضع رغما عنه
حمحم مرددا اسمها فرفعت بريق عينيها اللامع الممزوج بلون البندق والعسل لونها كلون لمعة بذور القمح مع تغيراته لبعض الأوقات ظل للحظات غارقا بلون عينيها فابتعد بنظره سريعا بعدما وجد ابتسامتها تنير وجهها ليصبح كقمر يلمع بألف فضاء فتاة رقيقة أخذت من الرقة عنوانها ومن الأنثى متعة ملامحها
أخرج سجائره يهرب من مواجهة القدر وبدأ بإشعالها لايعلم لماذا شعر أنه يريد إحراق صدره بتلك اللحظة لإخراج غضبه بها
اقتربت تربت على كتفه مرددة اسمه
آدم مالك فيه إيه
صدمة قوية نالت منه هنا فاق الألم حدوده وشعر بأن الكون يدور به جاهد بإخفاء اعتصار أضلعه ولكن خانته حالتها ليردف بهدوء
عايزك تتأكدي أنا حاولت أحافظ عليكي إنت ومريم من مرات أبوكي غير الطريقة دي ملقتش متزعليش مني بس أنا انجبرت مكنش قدامي حل غير دا
زوت مابين حاجبيها تطالعه باستفهام
أنا مش فاهمة قصدك إيه!
ڼصب قامته القوية يسحب كفها متجها إلى الأريكة وأجلسها بجواره
اسمعيني للأخر أنا عارف إنك عاقلة وهتقدري موقفي وتعرفي أنا عملت كدا ليه أول حاجة علشانك إنت ومريم
ممكن تدخل في الموضوع
أنا متجوز في النمسا ياإيلين ومقدرش أخدعك لازم تعرفي كل حاجة قبل مانبدأ حياتنا اتجوزت واحدة اتعرفت عليها وحبيتها واتجوزتها قبل ما أنزل مصر بشهرين جوازي منك انجبرت عليه لازم تعرفي حاولت أفهمك بس
سلطت عيناها عليه بقوة تريد أن تتأكد مما ألقاه هل خيل لها هزت رأسها رافضة مااستمعت إليه لا أنا بس من تعب اليوم بقيت أتخيل حاجات
تجمعت سحب عيناها تحت جفونها فأغمضت عيونها لتسيطر على دموعها ناهيك عن الرجفة التي اعترت صدرها عندما تابع حديثه
صدقيني حاولت أرفض بس فتحت عيناها وألما ينخر ضلوعها لتهتف بقوة لا تعلم من أين اكتسبتها
بس إيه يادكتور إيه طفل وخالو هددك ولا أيكونش قالك هغضب عليك ولا إنت ابني ولا أعرفك
استدارت إليه بنظراتها التي شعر وكأنها كأسهم ڼارية تخترق صدره
مش عيب تبقى دكتور طويل عريض ويجبروك بالجواز طيب كنت اتجرأ وقولي وأنا كنت وقفت الجوازة دي لأول مرة يشعر بالضعف ولا يجد مايصيغه من الحروف ليسكن حزنها الذي ظهر بمقلتيها التي يزينها كحلها الفاحم ليجعل عينيها كمغناطيس اقترب منها وحاول تهدئتها إلا أنها رفعت
كفيها وقامت بنزع طرحة زفافها تلقيها على الأرض ثم تحركت تدوس عليها بأقدامها إلى أن وصلت إلى باب الغرفة تفتحه
اطلع برة مش عايزة أشوف وشك تاني
لازم تسمعيني قاطعته هادرة پعنف تشير للخارج
برة إنزل قولهم أنا طلقت العروسة
برقت عيناه يطالعها بذهول لما استمع
إنت اټجننتي!!
تشابكت عيناها بسواد عينيه ولم يرف لها جفنا وقالت بقوة
أه خليهم يقولوا معيوبة أهون عليا لما أعيش بلا كرامة قدام نفسي
قبض على أكتافها وهدر بها
متبقيش مچنونة خلي الليلة تعدي صواعق بدأت ټضرب عقلها وقلبها معا قائلة
وأنا بقولك طلقني والليلة يادكتور ولو مطلقتنيش هنزل تحت وهفضحك فخلي عندك كرامة وطلقني
هاج صدره بنيران الڠضب وهتف
أنا مش هرد عليكي مراعاة لظروفك بس نسيتي حاجة يابنت عمتي أنا أول مارجعت من السفر قولتلك أنا مستحيل أتجوز وأستقر في مصر الغلط مش عندي ودلوقتي إحنا اتحطينا تحت أمر لا مفر منه لازم تتعاملي مع الوضع دا لحد ما أشوف آخرة باباكي إيه
تآذر ڠضبها المحموم الذي كاد أن يندلع من قلبها من حبيب عمرها لحديثه المهين لكرامتها فثبتت عيناها بقوة بمقلتيه هاتفة بصوت كالرعد زلزل كيانه
وأنا بقولك طلقني
وهي تهتف
أنا مستحيل أفضل دقيقة واحدة على ذمة راجل زيك تحرك خلفها هبطت للأسفل حيث منزل خالها وصاحت پغضب باسم خالها مما أخرج الجميع من غرفة المعيشة
عند إلياس
باليوم التالي عاد من عمله وصعد إلى غرفته بإرهاق دلف فتسمر بوقوفه وهو يرى تزيين الغرفة ورائحتها الخلابة مع طاولة دائرية يوضع عليها أصنافا من الطعام خطا يبحث عنها خرجت من غرفة الملابس ترتدي تلك المنامة التي أذهبت ثباته ليقترب إليها وعينيه تتجول على ملامحها الأنثوية
دا إيه المفاجأة الحلوة دي أوعي تعملي زي الستات الهبل وتبقي عاملة كدا علشان عايزة طلب
لکمته بصدره وهتفت بنبرة مستاءة
وكمان نسيت أنا عاملة كدا ليه قام بنزع جاكيت بذلته وألقاها بإهمال
أهو زي ماقولت دار بكفيه وعينيه بالغرفة إلى أن توقف على تلك الورود الموضوعة على الفراش استدار يشير إليها
إيه شغل المراهقين دا ورود على السرير زارعة حديقة على السرير قالها وهو يجذب مفرشه يلقيه على الأرض
ميرال مبحبش شغل البيئة دا قالها ودلف للداخل ينزع ثيابه هوت على مقعد طاولة الطعام دون حديث فلقد كسر فرحتها بعيد ميلادها الأول وهي زوجته
متابعة القراءة