جوهرتي الثمينة
ردت عليه قائلة: "لماذا تجعلني أشعر بأنني المذنبة الوحيدة؟ أنت أيضًا مشارك في هذا الخطأ!" ثم تحدثا عن تفاصيل حياتهما المعقدة وكيف أجبر الظروف على تحويل زواجهما العرفي إلى رسمي.
بعد جدال حاد، أخيرًا قررا أن يتركا الماضي وراءهما وأن يتعايشا مع الواقع. في هذا الوقت العصيب، كانت الحقيقة صعبة لكنهما عليهما أن يواجها ويتخطاها معًا.
في جهة أخرى، كانت حياة تجلس وتقرأ القرآن بخشوع، وابنتها ليلى الصغيرة نائمة في أحضانها. إلى جانبها كان ابنها آدم يجلس وينظر إليها بفضول. فجأة، انقطعت سكينة اللحظة بصوت قرع الباب بلطف. وضعت حياة ليلى على الأريكة وأمرت آدم بالوقوف بجانبها حتى لا تقع. بعد التأكد من وضع حجابها، فتحت الباب لتجد سيف.
قالت حياة متفاجئة: "سيف... خير، في حاجة؟"
كان ينظر إليها بعيون مشتاقة وقال: "آسف، جئت بدون موعد. لكني محتاج أن أرى الأطفال."
ردت حياة: "لكن الوقت متأخر وهذا لا يصح."
أصر سيف: "سأراهم وأغادر بسرعة، أنا حقًا محتاج لرؤيتهم."
تنهدت حياة وتركت له المجال ليدخل الشقة. لاحظ سيف ترتيب الشقة مقارنة بشقته الخاوية. استدعت حياة آدم وقالت: "آدم، تعال يا حبيبي، بابا جاء ليراك."
جاء آدم راكضًا وألقى نفسه في أحضان والده الذي احتضنه بشوق. أحضرت حياة ليلى ووضعتها بين يدي سيف، ثم تركتهم ليتمتعوا ببعض الخصوصية مع أطفاله. انسحبت حياة إلى غرفتها وبكت من الحزن والشوق لسيف. رغم كل ما فعله بها، ما زالت تحبه وتشتاق له.
في الخارج، سأل آدم والده: "بابا، هل سنذهب معك؟"
أجاب سيف بحزن: "يا ريت يا آدم يا حبيبي، لكن ماما لن توافق."
فقال آدم بحيرة: "لماذا يا بابا؟ ألم تكن قد سافرت وعدت بالفعل؟"