واحد صحبي كان عنده عادة غريبة جدًا، وهو إنه يلبس النقاب!!
وبعد مرور ثلاث سنوات، أصبح إمام المسجد. وأنا أجلس معه وأتأمل فيه وأقول: سبحان الله! هل هذا حقًا صديقي الضائع الذي كان ينتهك حُرمات الله؟
ولكنني في الواقع كنت أتذكر الآية القرآنية التي تقول: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"♥️.
بعد تلك التجربة الصعبة والتوبة الصادقة، أصبح صديقي ملتزمًا بدينه ومتوجهًا إلى الله بالدعاء والاستغفار. كان يسعى لاكتساب معرفة أكبر في الإسلام ومشاركة تجربته مع الآخرين لتوجيههم وتشجيعهم على سبيل الهداية.
وبمرور الوقت، بدأ الناس يلاحظون التغيير الكبير في حياة صديقي ويعجبون به. أصبح نموذجًا للتغيير والتحسن في المجتمع، وقد استوحى العديد من الشباب من قصته وتوجهوا إلى تغيير حياتهم للأفضل.
في إحدى المرات، أقيمت محاضرة في المسجد حول قوة التوبة والرحمة الإلهية. تمت دعوة صديقي ليروي قصته ويشارك تجربته مع الحضور. وأمام الجمهور المنتظر، بدأ صديقي بسرد تفاصيل ما حدث له وكيف أثر ذلك على حياته.
تأثر الجميع بقصته وأدركوا أن الله عز وجل يقبل التوبة من عباده مهما كانت الذنوب والخطايا التي ارتكبوها، بشرط الإخلاص والعودة إلى الله بقلب صادق. إن قصة صديقي تجسد قول الله تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر:53).
ومنذ ذلك اليوم، أصبح صديقي مصدر إلهام للكثيرين وترك بصمة إيجابية في حياة الناس من حوله. لقد أظهر أن التغيير والتوبة دائمًا ممكنة، بغض النظر عن الماضي، وأن الله يقبل عودة عباده إذا كانت صادقة وملتزمة.