قصة بركه بقلم محمد شعبان
المحتويات
قصة بركة بقلم محمد شعبان
خلصت شغل في مكتب المحاماه اللي بشتغل فيه وروحت على البيت كنت تعبان وهلكان اوي لأن يومها كان عندي شغل كتير مابين شغل في المحاكم الصبح وشغل في المكتب بالليل لكني يومها اول ما روحت لقيت سارة مراتي اللي كانت قاعدة قصاد الباب بتبص لي من فوق لتحت بقرف فدخلت من الباب وقولتلها وانا بقلع الجزمة..
أول ما قولت كده قامت وقفت وقالتلي بصوت عالي وهي لسه بتبص لي بقرف..
اهلا يا استاذ مصطفى أيه اللي أخرك للساعة دي
بلعت ريقي ورديت عليها بضيق..
كنت في الجونة بتفسح روحت من بدري قضيت يوم هناك ورجعت صد رد.
طبعا لما سمعت مني اللي قولته ده قربت مني وقالتلي بزعيق..
اتعصبت بصراحة ورديت عليها بزعيق لأول مرة من وقت ما اتجوزنا من سنة ونص تقريبا كنت ازعقهولها..
لا يا اخويا.. بس قلب عيشك يأما تخليه يزودلك المرتب يأما تعمل اللي المحامي التاني قال لك عليه.. انا خلاص زهقت وجيبت أخري من العيشة الضيقة اللي احنا عايشينها دي انت بتشتغل بالساعات وفي الأخر بتجيب ملاليم.. ملاليم مابتقضيش مصاريفنا ولا حتى مخليانا عارفين نروح لدكتور عدل عشان يقولنا موضوع الخلفة ده مين السبب في إنه ماتمش لحد دلوقتي.
يووه.. انا قرفت كل يوم اللي هنقلبه نعيده واللي هنعيده نزيده ما قولتلك اصبري وكلها كام شهر وهاخد خبرة وهفتح مكتب لوحدي ولا انتي عاوزاني اطلب من الراجل زيادة وانا لسه يعتبر بتدرب وباخد خبرة من شغلي معاه ولا عاوزاني يعني اسمع كلام المحامي المنافس له وابعتله شغلنا على قضية مهمة وكبيرة زي دي وكل ده في مقابل ايه شوية فلوس.. عاوزاني عشان الفلوس يا أما اترفد من شغلي يا أما ابيع ضميري والراجل اللي انا بشتغل معاه.. ده اللي هيريحك يعني.. طب لو ده اللي هيريحك بقى فانا مش هعمله وهفضل كده زي ما انا.
حلو اووي.. يبقى تطلقني انا مش هستحمل اعيش مع واحد فقري زيك.
استغفرت ربنا ومسكت نفسي عنها بالعافية لبست جزمتي تاني وخرجت من الشقة وانا بقولها..
انا هسيبلك الشقة كلها وهغور في ستين داهية انا اللي زهقت مش انتي.
قولتلها كده ورزعت الباب ونزلت... نزلت من العمارة وفضلت اتمشى في الشوارع وانا مش عارف رجلي مودياني على فين الخنقة والضيقة اللي كنت فيهم ساقوني لحد جامع السيدة زينب اللي اتعودت ازوره مع ابويا من وانا عيل صغير وقفت قصاد المسجد وانا عنيا بتدمع ورفعت إيدي للسما ودعيت ربنا..
خلصت دعا وروحت قعدت على قهوة قصاد المسجد بالظبط طلبت كوباية شاي وفضلت قاعد سرحان وباصص على رصيف الجامع اللي قصاد القهوة بالظبط.. وقتها لفت نظري تلاتة مجاذيب قاعدين قصاد الجامع ست واتنين رجالة لبسهم مبهدل وشعرهم منكوش قاعدين شاردين وباصين قدامهم وكأنهم أجسام من غير روح او عقل لكني وانا سرحان معاهم فجأة سمعت من على يميني صوت مجذوب من المجاذيب اللي بيبقوا موجودين في محيط المسجد باستمرار سمعته وهو بيقول بصوت عالي..
جاي.. المال جاي جاي.. بس انت شغل دماغك احنا في زمان الحړام فيه حلال.. والحلال فيه بقى حرام يتعمل في البشر نوح وقت الڠرق ساب ابنه.. اتخلى عنه وعشان كده عاش عيش يا ابن أدم وبيع.. بيع لو كان التمن غالي
بصيت للراجل اللي جه من على يميني ووقف قدامي وقال الكلام ده وهو باصص لي كان راجل عجوز لابس جلابية سودة دقنه طويلة وعينه اليمين عليها حتة قماش وكان ماسك في إيده عصاية تخينة بيتعكز عليها بصيت له باستغراب وڠصب عني سألته..
انت بتكلمني انا يا عم الحاج!
بص لي هو كمان بتركيز وابتسم اوي..
الكلام لأهل الأرض.. الكلام كله كلام بس الشاطر اللي يفصله على مقاسه ويعمل بيه.
فضلت باصص له وانا مستعجب الحقيقة مابقتش عارف ارد واقول له ايه لكنه قطع استغرابي لما قرب مني اكتر..
اديني جنيه وهتاخد قصاده ٥٠ ألف لو فتحت دماغك.
استغربت اوي من الرقم اللي هو قاله ده نفس الرقم اللي عارضه عليا المحامي المنافس للمحامي اللي انا شغال معاه نفس الرقم اللي هاخده لو بيعت له ملف قضية من القضايا المهمة اللي المكتب بتاعنا شغال عليها وبسبب استغرابي من رقم الخمسين الألف اللي هو قاله ده قومت وقفت ڠصب عني وسألته بانفعال..
انت تعرفني منين وبعدين.. وبعدين انت عرفت منين موضوع الخمسين ألف جنيه ده!
لكنه ماهموش انفعالي دي الابتسامة فضلت على وشه وهو بيرد عليا..
ما انا قولتلك.. الكلام واسع بس الشاطر اللي يفصله على مقاسه انا مش عاوز منك حاجة.. انا ماشي.
قال لي كده ومشي عدى الناحية التانية وراح قعد على رصيف جنب المسجد هو مش قصاد المسجد بالظبط هو جنبه بس بعيد عنه بكام متر وقتها رجعت قعدت في مكاني وشربت شوية من كوباية الشاي اللي كانت جنبي وانا باصص عليه ومركز معاه اوي وهو كمان على فكرة.. هو كمان كان باصص لي ومركز معايا وهو مبتسم اوي لكن قطع سرحاني وتركيزي معاه صوت راجل سمعته جاي من على الكرسي اللي جنبي..
المدد من رب العباد المدد من غير عدد.. رحمته طالت الشايب والولد.
بصيت له وانا مخضوض مش بسبب شكله ولا حاجة هو كان راجل عادي لابس جلابية بيضا وماسك سبحة وقاعد بيبص على المسجد انا بس استغربت هو ازاي جه قعد على الكرسي اللي جنبي فجأة كده وماحستش بيه!
وقبل ما يكمل الكلام اللي كان بيقوله لقيت نفسي ڠصب عني وبفضول بسأله..
ونعم بالله يا عم الحاج.. بس انت قعدت جنبي امتى وازاي انا ماحسيتش بيك.
بص لي وبعد كده بص للراجل الغريب اللي كان قاعد على الرصيف وعمال يبص لي وبعد كده رجع بص لي تاني..
انت كنت سرحان.. كنت سرحان معاه.
بصيت للراجل الغريب ده وسألت العجوز اللي قاعد جنبي..
انت تعرفه!
فجاوبني بسرعة وبتلقائية..
اه.. بس مش مهم اعرفه ولا لأ المهم انت.. مالك قافل وشك كده ليه!
استغربت بصراحة من تلقائيته وصراحته لكني وبرغم استغرابي إلا إن كنت عامل زي الغريق اللي اتعلق في قشاية ماصدقت لقيت حد نكشني وسألني عشان احكي فبتلقائية انا كمان لقيت نفسي بجاوبه..
اهو.. متاعب الدنيا يا عم الحاج ومشاكلها وقرفها ألا بالحق.. هو أسم حضرتك ايه!
سألته سؤالي ده عشان اتعرف عليه اكتر وافضفضله وده بصراحة لأني ماكنتش لاقي حد اتكلم معاه فابتسم في وشي وقال لي..
بركة.. انا عمك بركة احكيلي يا ابني وفضفض عينيك مليانة كلام.
سكتت لثواني جمعت فيهم كلامي وافكاري بعد كده شربت فيهم شوية تانيين من كوباية الشاي وبعد كده قولتله..
مصطفى.. إسمي مصطفى فرحان كنت وحيد ابويا وامي اللي ماتوا ورا بعض في اخر سنة ليا في الكلية ورثت عنهم شقتي اللي انا قاعد فيها دلوقتي.. انا اتخرجت من كلية الحقوق من حوالي تلات سنين وكام شهر بعدها فضلت سنة بحالها بعد ما اتخرجت ادور على شغل يناسب شهادتي لكني في الحقيقة مالقتش فاشتغلت حاجات كتير.. كاشير في مطعم ويتر في مطعم تاني لحد ما ربنا كرمني واتعرفت على محامي كبير شغلني في مكتبه محامي تحت التدريب وقتها حمدت ربنا وقولت اهي فرصة وجت لي بالرغم من إن مرتبها قليل بس اهي فرصة عشان اخد خبرة وفرصة كمان عشان اجتهد اكتر واشيل قرشين وافتح مكتب خاص بيا بعد ما يبقى عندي الخبرة الكفاية من شغلي في مكتب المحامي الكبير ده وبعد شغلي في المكتب بحوالي سنة وكام شهر قابلت بنت اسمها سارة بالصدفة.. حبيتها وهي كمان حبتني او انا كنت فاكر إنها حبتني لحد بعد الجواز انا من بعد ما اتجوزتها وانا حياتي معاها ماكانتش زي ما كنت بتمنى بقى بيحصل ما بيننا مشاكل تقريبا يوميا بسبب مرتبي القليل ما انا ماورثتش عن ابويا وامي غير الشقة اللي اتجوزت فيها والستر والصحة.. ومع مرور الأيام وكمان مع عدم الخلفة وزيادة المصاريف عليا ابتدت المشاكل ما بيننا تكتر لحد ما من كام يوم جت لي مكالمة على الموبايل من واحد طلب إنه يقابلني في حاجة مهمة تتعلق بشغلي وافقت لما قال لي إنه هيقابلني في عز الضهر وفي مكان عام ولما روحت وقابلته اكتشفت إنه محامي كبير اوي.. تقدر تقول كده إنه المنافس للمحامي اللي انا بشتغل معاه وفي المقابلة دي طلب مني المحامي الكبير ده طلب خلاني برقت له طلب مني إن انا اصورله تفاصيل شغلنا في قضية كبيرة اوي القضية دي كانت قضية لراجل فاسد بس غني.. اتسبب في مۏت ناس كتير لما بنى عماير بدون تراخيص واهالي الناس اللي ماتوا كانوا مقومين المحامي اللي انا شغال معاه كمحامي ليهم في القضية عشان يجيب لهم حقهم من الراجل الظالم القاټل ده او تقدر تقول بمعنى أصح يعني أن المحامي اللي انا بشتغل معاه هو اللي وافق على إنه ياخد القضية وكمان رفض إنه ياخد فيها أي مليم لسببين السبب الأول لأنه راجل محترم وفعلا عاوز يساعد في إن حق الناس اللي ماتوا دول يرجع والسبب التاني إنه لو كسب القضية دي شهرته هتزيد وكمان شهرتنا معاه وهنا بقى كان مربط الفرس المحامي اللي انا قابلته ده طلب مني إن انا اصورله ملاحظاتنا وكل الأوراق اللي تتعلق بالقضية وكمان اعرفه كل صغيرة وكبيرة ناويين نعملها وفي مقابل كده قال لي إنه هيديلي ٥٠ ألف جنيه والأبهار في العرض بقى لما قال لي إنه هيديني الفلوس دي من قبل حتى ما يتحكم في القضية وده ببساطة لأنه لو عرف
متابعة القراءة