مجموعة قصص فيها تجارب انسانيه منقوله

موقع أيام نيوز

وسأحاول جاهدة بيعه ثم الذهاب سريعا للجامعة لإكمال ما يمكن إكماله!
بعد يومين كنت أفترش أرض السوق وأمامي حقائب بها بعض زجاجات اللبن وقطع الجبن والقليل من البيض وبحجري كتاب عنوانه الإحصاء التطبيقي يشرد بصري بين سطوره أقرأ الكلمات ولا أعي منها شيئا!
وبعد دقائق كان عادل بقامته الطويلة يقف متلعثما أمامي وجهه محمر وأعصابه مشدودة أدركت أنه يريد أن يقول شيئا ما وأخيرا استجمع شجاعته قائلا 
علياء أنا آسف أمي رفضت أمر زواجي منك رفضا تاما 
دقالت إنها لن تقبل أبدا أن تزوجني من بائعة اللبن!
قلت له في صدمة وبصوت مبحوح
وما الذي يعيب بائعة اللبن! إنها تكافح من أجل أخيها اليتيم ووالدتها المړيضة!
لم يرد ولاني ظهره وانصرف بكيت في هذا اليوم كما لم أبك من قبل لعنت الظروف والفقر والمړض في الحقيقة كنت أتحمل رحيل أبي أما رحيل عادل كنت أضعف من أن أتحمله!
بعد هذه الحاډثة بأسبوع تم طردي من المحاضرة المعيد الغبي لم يحتمل فكرة أنني لم أقتن الكتاب حتى الآن ونعتني بالمستهترة لم أنجح في إخباره أن الفقر هو السبب خرجت من المحاضرة باكية وقررت أن أترك الجامعة بلا عودة!
وفي اليوم التالي كنت أفترش أرضية السوق وأمامي حقائب بها بعض زجاجات اللبن وقطعا من الجبن وقليل من البيض وبعد قليل من الوقت فوجئت بذلك المعيد القاسې يقف أمامي ويديه خلف ظهره يبدو أن بهما شيئا يحاول إخفاءه تلقائيا غطيت وجهي بوشاحي ظنا مني أنه بالتأكيد سيتذكرني إن رأى وجهي فآثرت إخفاءه لكنه ضحك ضحكة طويلة ثم هتف
أيعقل أن يخجل المكافح من كفاحه!
ثم أخرج شيئا من وراء ظهره وهو يهتف
هذا هو الكتاب الذي قمت بطردك بالأمس لأجله ومعه كل الكتب التي تحتاجينها لم أقصد إهانتك ظننتك فتاة لعوب مستهترة وأكره هذا الصنف من الفتيات أيمكنك أن تقبلي اعتذاري! فبكيت.
في اليوم التالي ذهبت إلى الجامعة كنت راضية عن الفقر والظروف والمړض كنت معجبة بكفاحي ومؤمنة أن هذه هي معركتي التي خلقني الله لأجلها وجاء المعيد وبدأ محاضرته قائلا
لم أكن مرفها يوما ولم أولد وبفمي ملعقة من ذهب في وقت مضى كنت عاملا باليومية وسائق تاكسي وسباك. وكثيرا كثيرا ما نمت وأنا جائع! ثم أتبع
أحببت أن أشارككم جزء من قصتي.
في قرارة نفسي كنت أعلم أنه يخصني أنا بهذا الجزء أنه يقصدني أنا من بين ألف طالب فأحببت الحياة ورضيت عنها ما زال في هذه الدنيا أناس طيبون لا يبخلون بالكلمة الطيبة ولا يحبسون الاعتذار في صدورهم!
وفي اليوم التالي وبينما أجلس بالسوق أمارس عملي لأنه مصدر رزقنا الوحيد إذا به يقف أمامي ببذلته الأنيقة ورباط عنقه الجميل متسائلا 
كيف حال بائعة اللبن! 
قلت بخير.
أظن أنها لم تعد تخجل من عملها!
بل وتحبه إنه قدر الله كيف للمرء أن
تم نسخ الرابط